الاثنين، 28 نوفمبر 2011

28-11-2011

الشاعر المبدع ربيع عبد الرحمن

ماتزال تشرق .. ومن نفس الجهة !



تتشابه الحكايات
في حروف النهايات
أيضا في غناء الطيور حنينا للفضاء !



التجني رداء شفيف
غاية فى النقاء
ذريعة قامعة بألف لسان
و ألف خيبة
وكثير ألوان ..


من قزح النهايات !



الغياب يفرض سطوته
يعلن استبدادا
يستولي على رقعة خضراء


ما بين الأرض و السماء
يتقافز لخنق عصافيرها الصادحة
بقليل من هواجس
و كثير تصورات
يسلفنها لتبدو مبهرة
لتعطيه حق السيادة !



البدور رغم غيوم السماء
ما تزال تشرق
و أغلب ظني
أنها لن تمل الشروق من تلك الجهة
لأنها ..


و بكل بساطة الحقائق
لم تشرق إلا هكذا


من نور عينيك ..

رغم اختلال الرؤية ..

و انهزام الوقت !



الوقت خزف بارد
و النهارات محاصرة بين أفول و أفول
والروح إن تغادر الأجنحة
يسقمها الضنا
يكسرها حنينها
لا تبرح صخرة القيظ
إلا لصحوة الموت
أو لهوج الريح في ....!



أنا المسكون بك
المنذور للريح
المبتلي بالحزن إذا يتشقق
أتهاطل شعرا
مطرا سخينا أجاجا
ورقا أخضر الطيب
يرش عالمك بفراشات


كجنيات الحكايا
لا تغادرك
و لن تغادرك .. لأنها ....... !



أيتها المبعوثة من بنات جنوني
صعب مقايضة الروح ..
بالعدم
السفر ..


على أوتار الذبول
حتى لا أرى هزيمتي
فأرتقي سبعا
أنجلي سبعا
أجتبي سبعا
أضمك إلي تعاويذي
في لمسة أخيرة
حتى اكتمال الحلم
أفتش عنك في
في ثنايا وطنك
في جلدي
لك رائحتي و أنفاسي
مذاق حروفي و فرشاتي


وندى الفجر
كجنية أطلت من كأس
كأنها نبيذها
كنت علي فضاء الله
أمنية الماشين على برق الغواية
و نجوى الأرض ..
واختلاج التراب ..
ضحكا و خرفا ..


و آهة عشق

تغذي انفلات الجنون

ما بين

معصمي
وعينيك !
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
محمد مثقال الخضور

للجدارِ أَيضًا . . أُغنية !


وَحدَهُ الجدارُ . . يَعرفنا
لا تَخدعُهُ أَطوالُنا . . وأَقوالُنا
يَذكرُ كيفَ كانتْ . . !
تُحِبُّه السقوفُ . . والأَسرار
يَنامُ بيننا وبين الكونِ . .
يُشبهُ أُمي . . !
فَجانبٌ منهُ لنا ، والآخرُ للصقيع
وَيُشبِهُ الوطن . . !
فَمَرَّةً ، تُدْمِعُهُ أَنفاسُنا
وَمَرَّةً ، يكونُ عُنوانًا . . فقط !
قَبلَ بُلوغِ سِنِّ الهزيمةِ
كانَ ثوبُ الأُمِّ ضرورةً للوقوفِ
والجِدارُ ضَرورة للمشي
بَعدَ انضباطِنا بِقواعِدِ الإِعرابِ ، قُلنا :
الجِدارُ عائِقٌ للمشي
لا داعي للوقوف . . !
الحلمُ اختراقٌ للمحيط
الريحُ بُطولةٌ تتنازلُ عن أَوسمتها . . للأَشرعة
الحلمُ والريحُ يَستجديان الجدار !
الصمتُ . . حقيقةٌ تَسخَرُ مِنَ النفي والإِثبات
لحنٌ لمْ تَعثرْ عليْهِ المعاجِمُ
آهةُ الأَرضِ حين تَجْرحُها البذورُ
وحينَ تَنكَأُ الثمارُ ذاتَ الجروح
الصمتُ . . جدارٌ مُعتقلٌ بين صخرةٍ وسقف
الأَبوابُ جدرانٌ متحركة
الأَسرارُ جدرانُ النفْسِ
البحارُ جدرانُ البلاد
يَقُولُ - في عِتابِهِ - الجدارُ :
المساميرُ تُوجِعُني !
المرايا تَكاثُرٌ غيرُ شرعيٍّ للأَشياء
اللوحاتُ كائناتٌ طُفيليَّةٌ كسيحة
النوافذُ طَعناتٌ من الخلف
الستائرُ وَهْمٌ يُثيرُ سُخريةَ الشمسِ وَفُضولَ العابرين
الأَنوارُ تُشاغِبُ التعاقُبَ
أَسلاكُها تَنخَرُ هَيكلي العظميَّ
كُلَّما ضاقَت الأَرضُ . . يَتَّسعُ الجدار
يُعيدُ إِلينا ما أَذبْنا عليْهِ مِنْ أَقلامِ الرصاص . .
وما اختلسْنا خَلفَهُ مِن القُبلات
يُعيدُ النظراتِ التي تَجاوزتْهُ يومًا . .
وعادتْ إِليهِ خائِبةً باكية
يُعيدُ الأَحلامَ التي تسلَّلتْ عَبرَ شُقوقِهِ
وخانَتْها . . الوعود
يَقبلُ اعتذارَ المساميرِ
يَتركُ قُربَ نافذتِهِ رُقعةً لِظهورِنا وَرؤوسِنا
تكفي. .
لِمُمارسةِ التأَمُّلِ . . والذهولِ
وَتَفْريغِ التَعَبْ
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


دَرَجُ اللُّجَين
بقلم/د. محمد الأسطل




مُزدَحِماً بِعَينيكِ
تاهَ الحُلُمُ في زُقاقِ لَهفَة

مَساءاتٌ تتهيّأُ للغِياب
لم نَعُدْ حَمِيمَينِ
كانَ الهاتِفُ يَرِنُ
وحِيداً يَرِنُ
يَلسَعُ بِذَيلِهِ النّافِذَة

مُتَّشِحَةً بِالأسى ..
تَنفَرِطُ السَّماءُ نِجمَةً نِجمَة
لا أحَدَ يَفِيضُ بِالشِّعر

قَمَرانِ يَحتَرِقانِ على غُصنٍ ..
مُثقَلٍ بالخُطى
رَأيتُ الدُّخانَ يَركُضُ مِن نِصفِي لِنِصفِي
رَأيتُ ظِلِّي يَرتَفِع
ضَئِيلاً يَرتَفِع
كَأنـَّهُ مُهجُور !

أصبَحَ الخَرَسُ وُجهَةَ نَظَر
أصبَحَ العُشبُ أردافاً نَحِيلَة
كَيفَ داهَمَنا الضَّجَر ؟!
في لَيلَةٍ قَمراءٍ نَخَرَنا النَّملُ ..
وافتَرَقنا مُتَعانِقِين
هَكَذا كَانَ يُغَنِّي الرُّعاة !

ما هَذا الَّذِي يَحُومُ داخِلَ الجَرَّة ؟!
لَيلٌ خائِفٌ
يَكنُسُ الكَلامَ عَلى عَجَل
لِماذا كُلُ هَذِه الشُّطآنِ تَنتَحِر ؟!
أمامِي تَنتَحِر كَلَقلَقٍ مَجنُون !

أسفَلَ فَمِي أسيِّجَة
تَنخُلُ مِن الحُزنِ مُقلَتَيهِ
قَطرَةٌ كَسُولٌ
مُتَأرجِحَةً تَجِف
كَلامٌ بَارِدٌ ..
يَجلِبُ الدَّهشَ !

أشعُرُ كَسَروَةٍ تُقَشِّرُها الرِّيح
حَتّى اللِّحاءُ لم يَعُدْ يَئِزُّ كَما كان !
جَسَدٌ يَتَنَفَّسُ الضِّياءَ
ظامِئاً يُكابِدُ المَاءَ
هَكَذا يَبدُو النِّسيانُ كالمَوج
مَن قالَ أنَّ البَحرَ يَرحَل ؟!
مَنارةٌ عَبأت الأثِيرَ بالعُجالَة

مائِجاً لِلتَّوِّ..
أحمِلُ فِي داخِلي طَحالِب
مُثخَناً بِاستِدارَةِ البَحرِ ..
يَتَسَرَّبُ المَاءُ مِنِّي
حُرُوفاً تَلِدُها عُزلَة

لأنَّكِ الصَّدى
سأنبُتُ مِن صَوتَكِ مِثلَ عُنقُودٍ بارِد
انتَشِلِينِي بَعِيداً
سأقطُفُ مِن عَينَيكِ نَظرَةً
أرسُمُ بِها لَهفَةَ الشَّمسِ ..
وظِلاً يَتَعَرَّجُ بَينَنا !

قَد أكُونُ احتِمالاتٍ رَطبَة
أو
حِفنَةٍ مِن دِماء
أتَدَفَّقُ بَينَ زَمَنَين
بَينَ مَدٍ ومَد
وما بَينَ هَذا وذاك ..
كَأنَّ شَعباً مِن المَجازِ يَستَرِدُنِي

حافِيَةَ القَدَمَينِ عَلى دَرَجِ اللُّجَينِ ..
كَانَ شَعرُكِ يَتَطايَرُ فَوقَنا
أشرَقَت عَلى خَلِيجِ اللَّيمُونِ تُفاحَة
شأن نَشوَةِ العُنَّابِ ..
سأعبُرُ الأزَلِيَّةَ مُسرِجاً

لا وَقتَ لِلغَزَلِ الخَفِيفِ
كَانَ عَبَقُ الغارِ يَغفُو عَلى مُحَياكِ
كَخَيالٍ يَستَظلُ بِرأسِ قُرُنفُلَة

آهٍ يا صائِدَةَ الخُيُولِ :
أهواكِ سَمراءً طاوِسَة
كَما الحُورُ
كَما البُنُّ يُراهِقُ
عَيناكِ تُشاكِسانِ الأدغال
تُحَيِّرانِ جَوقَةَ الزُّمُرُّدِ فِي الأناضول
تُرَفرِفانِ مَع الفَراشِ الَّذِي تَجَيَّشَ لإسقاطِ ..
كَواكِبِ قُرطُبَة !

إيقاعٌ يَتَّسِع
بَينَ قَوسَين يملأُ الرِّيحَ القادِمَةَ مِن دَمِي
إنْ رَجِعنا مِنَ اللَّيلِ سالِمِين سأذبَحْ لِلقَصِيدَةِ وَتَراً فِي الكَمان !

مُرَصَّعةٌ أنتِ بِتَنَهُداتِ اللُّجَين
وأنا ..
أُحِبُّ الأساطِيرَ والجَدَائِلَ المارِقَة

عِشقٌ غارِقٌ فِي الظِّل
سأربُطُ خَصرَ القَصِيدَةِ برائِحَةِ البَحر
أريدُ أن أخفِقَ كالمَوجِ ..
لأتأكدَ أنَ الجُزُرَ فِي عَينَيكِ مُقمِرَة !

تَجَعَّدِي كالمَاء
مَسِّدِي مَرجانِيَّةَ اللَّون
لِتَنفَطِرَ فُقاعاتُ الصَّمت وَشوَشاتِ شَفَق

وَتَرٌ يَستَحِمُ بِالإيقاع
أمامِي ذِكرَياتٌ تُصغِي لِشَئٍ ما
أمامَكِ أحجِيَّةٌ محشُوَّةٌ بِالصَّدى
خَلفَنا بَحر

أيُّها الشِّعرُ بِرائِحَةِ الشَّرق
يا حظَّ المَاءِ فِي السَّماوات :
صُدفَةً التَقَينا عَلى مَوعِد
كُنا نَرتَشِفُ الأبجَدِيَّةَ صافِيَّة
نُحصِي فَرَحَ النُّجُوم
نُطعِمُ الوَقتَ ذِكرى
نَتَراءى فِي مَرايا العُيُونِ ..
ثَلجاً ..
يَندِفُهُ القَمَر

نَتَبادَلُ شِباكَ البَياض
نَظرَةٌ تَصطادُ نَظرَة
صَيّادَةٌ تُرَبِي اللُّجَين
وصَيّادٌ ..
ما زالَ يَحلُم !!



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


السلام على أرض السلام
د.فوزي سليم بيترو



تعاندُني الرياح
تأتي بما لا أشتهي
يرعبُني صهيلُها
تُدميني نصالُها
ملامح وجهي تحاكي الموت
وداعا
ضاق بيَ الصمت

ليس لي وطنٌ
وطني رقعةُ شطرنج
أعرفُ أنني محاصرٌ
بين جندي وقلعة وملك
أتُراني أمضغُ الأعذار !
منعوا التحليق عن حُلُمي
قبضوا الجَرَيانَ عن شِرياني
حجبوا اللمعان عن عيوني
حبسوا لساني
لكني تكلَّمت




أفتوا بجُرمي
ساروا خلف جنازتي
طيورَ
بطريق
في فصل صيف


السلام لحمامة السلام
غادرتْ ولم تعد
السلام للساسة
لكشَّاشي الحمام
لقُطَّاع الطُرُق
وتأتي الرياح بما لا يشتهي نوح
ويرسو الفلك
فوق أرضٍ يباب
انهارُها جفَّت
ودوراتِ الفصول
التهمت جميع الفصول
غسلت
فمَها بالبحر الميت
غرزت رأسَها تحت الرمال
كالسراب حين يَسْتَرِقُ السمع
وحين يتلونُ
كحرباة لا تتقنُ مزج الألوان

أيتها الرياح
أشرعتي ممزقة
والمجاديفُ لن تعودَ ثانية للحياة
فآه ثم آه
وطني تحت قبة السماء عارٍ
سلبوا كوفيّته
سقيمٌ ... بلا زاد
حرقوا قمحه قبل موسم الحصاد

أيتها الرياح
عودي من حيث أتيت
ربانُ السفينة ثار ... ومات

في بلدي
يتباهى
الوردُ بأشواكه
يتوالدون بوجوهٍ وعقولٍ مستعارة
ثم يقضون العمر
ينتظرون المخلص
أما علمتم بأنه لن يأتي
بأنه سجينٌ في قلعة الملك
يؤنس وِحْدَتَهُ مع باقي الوحوش
مع كل صباح يَنْبُتُ مِخلبٌ له
في المساء ينبت له ناب
وفي ميدان الرماية
يطلقونه مع الحمام

السلام للم
وت حين يجيء
السلامُ للنظارة
الجالسين فوق خوازيق
السلام ُللمرتزقة ... للعبيد
السلام على أرض السلام
على نهرها المقدس
على يوحنا
يوم عمَّدنا بالأردن
على غزة والخليل
على بيت لح
م ورفح
على جلجلة بيت المقدس
على طريق الآلام
على درب الصليب


 أنا وهو وهي
سالم وريوش الحميد


أنا

نافذتان شق بينهما الظلام ، ضوء باهت يربطهما ، أذن تصغي ، وعين ترى ، قلبان نبضا بالحب، ناما تحت جنح الليل ، خلت الدنيا من سمارها ، رقدا في أيك أحلامهما ،خيوط مخملية تراقصت ، حملت أطيافهما ، روحين انتقلا بين الشرفات كحمام زاجل لاتهمه المسافات ،لابد لعشه أن يعود حتى وإن طال به الزمان
تهتز نشوى تلك النسمات ، تعبث بخصلات شعرها الممتد حتى الخصر ، كأنه ضوء يتكئ على صفحات ماء ساعة الأصيل، تنهدات لا تسمع ولكنه يحسها ، يشعر بها تموت حين تنطبق الشفاه ، تذبح الأوتار بقسوة فينبعث منها بكاء محملا بالشجون..........

هي
زدني شوقا إليك ، دعني اختبئ بين دفء تلك الألحان ، مزق جسدي عشقا علمني مبادئ الحب اجعلني كتلك الأوتار استسلم لعبث أناملك السحرية ، اجعلني أضدادا ، يدي تغار من شعري إن مسسته ، وروحي تسابق جسدي للقائك ..

هو
هذه آخر مرثية للحب سأعزفها ، حزينة أوتار هذه الكمان لكنها حييه مثلك ، ُأقايض فيها الليل أشدو لك فيؤنسه عزفي ينتشي يمنحني الأذن بأن أسهر ،وأن أناجي القمر،وأسامر النجوم ، لا تمل أجفاني ثقل الكرى ، أتعرفين كم أذل كبريائي حبك .....؟

هي

أعرف ولكنه ذلا تبات عليه جذلا ... أعزف يا قدري الذي انسل إلى مسمعي ، و أوقظ مشاعري وأحيى مدامعي .أتعرف أني كنت لا أعرف إن لي قلباً خافقا تحت أضلعي ،حتى عرفت هواك وشعرت به نابضا


هو
يا وردة...مست شغاف القلب
دعك بعيدة عني. لا تدعي يدي تمس وريقات اصطبغت بلون خدك الصبوح ، خلقت لتزيد الروض نضارة ،وتوزع العطر لكل عاشق ولهان
دعيني بعيدا عنك ،كوني في مملكة روضك ازدادي نضارة ، دعي الندى يلثم خدك كل يوم ولا تجزعي ، كوني مخدعا لنا واجعلي الق وجهك قبلة تطفلي

هي
كم تمنيت أن تكون هذه الوردة رسولا بيننا تتطابق شفانا بين التويج و الميسم ، أن تكون شفيعة لي عندك تحكي لك عن لوعتي عن حسرتي وعن أشجاني ، تزين بها بدلتك ترافقها عند المساء إلى صالة الرقص . تراقصها ،تضمها بين أحضانك ثم تحملها تعدو بها بقدميك القويتين كبطل أسطوري خرافي

أنا
جالسا وحدي اطل من نافذتي ، أترقبهما حتى الصباح .. عشقا بلا همس ولا كلمات كفاها هي تسمع الحب في ألحانه ، صوت الكمان يجتر كل أحزانها، يفقدها الإحساس بالزمن ، يوقظ كل العاشقين ، يتسلل عبر كل تلك النوافذ الأضواء تعبر الشوارع من خلال تلك المستطيلات التي يتوسط كل منها شبح واقف أو شبحين متلاصقين
يتنفس الصباح رائحة القداح الذكية
ويبقى هو يعزف وهي تهز رأسها منتشية تتمايل مع الألحان، لوحة غريبة التكوين ....كراقصة باليه تطير في الفضاء
مل هذا الانتظار لا يعرف عنها شيئا هي خلف النافذة تستوقد في أحشاءه نارا،وهو لا يبرح هذا المكان مشدودا إلى ذلك الكرسي العقيم ، الذي أناخ له كركوب ذلول
هو
جاء الصباح , لا أريد أن انهي معزوفة الليل هذه ،لا أريد أن اقطع عنك الوصال ، لحن أزلي في ترحال دائم ، تعالي إليّ حبيتي ، تعالي و أنظري صفاء وجهي ، نقيا كغرة الصباح، رائق كماء نبع ، تغريك مني وسامة ،وطول فارع ،وقوة عضلات .......تبدد صوته في الفضاء
توقف عن العزف ،ركن آلة الكمان بعدما تعبت من كثر النواح أوتاره،اطرق رأسه حتى لا ترى الدمع في عينيه ،حرك عجلة كرسيه المشدود إليه عنوة . واختفى بين الحجرات

هي ...

لم توقفت عن العزف يا حبيبي ..؟.. لم تمنع العزف أن يصل لمسامعي ..؟، ألا زلت في الشرفة تتطلع إليّ من بعيد ..؟، لم لا تأت إليّ ّ،سأذوب بين دفء يديك كالجليد ...؟، لم لا تعاود العزف من جديد ..؟، فقد صار اللحن جزء مني سرى في دمي وامتلأت به جوارحي ، واختنقت به عبراتي ، لم تريد أن تلغي وجودي وكياني ...؟، فأنا هنا لا فرق عندي بين النور وبين الظلمة ..و إن الرابط بيني وبين الوجود هو سمعي فحين اسمع كأني أراك .. ثم قامت من مكانها ،تبحث عمن يدلها الطريق .........

هو وهي
التقيا عند منتصف الطريق مابين النافذتين
هو يقوده كرسيه ، وهي تتلمس الطريق بعصاها
قال لها :_ أنتِ....!
قالت له :_أنتَ .....!
ثم مضيا كطيفين بذات الطريق يتسامران

أنا
كتبت على نافذتي التي أوصدتها النهاية
ثم أسدلت ستارتي........




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

زمن الحبّ تغيّرْ

بقلم سامية رحاحليه


زمن الحب تغيّر..
كان يكفي كي أحبك..
أن أسافر في كلام..ناعمٍ حلِوٍ معطّرْ
دونه أحلام 'عبلة '
دونه أشعار ' عنتر ' , و الملوّح و نزار..
وابن معمرْ..
زمن الحب تغيّر..
صار يلزم كي أحبّك أن أجفّفَ
كل حرفٍ من حروف الأبجدية
أن أهيئ – كي أحبك- لغةً صلبه قويّه
ثم أرمي في مياه البحر دمعي
و حنيني و اشتياقي ..
و الخطابات الندية.ْ
زمن الحب تغيّر..
أتراني إذ عشقتك كنت أعلم ؟؟
لست أدري..
أي ذنب اقترفنا إذ عشقنا
دون تصريح مسبّقْ
دون مرسوم موثّقِ
دون أوراق اعتمادٍ..
أو بطاقات هوية .
زمن الحب تغيّر..
لم تكن أنت' الملوّح '
لم أكن تلك الوفية ..
غير أن الحب فينا كان عطراً..
كان ورداً
كان بحرا ..كان سكرْ
كان أنغاما و حلوى
و حكاياتٍ شقيّهْ
كان وعداً بحياةٍ..
بدأت ليس لتمضي..
بل لتبني الأبدية

من أيـنَ أبـدأ ســادتي
سمير سنكري


بـعـدَ ارتســام ِالكـون في ظــلِّ الغـَسـَـقْ
ومنـابعَ السـِّـحرِ المُـطـَـرَّز ِبالمــدى
أصــداء ذاتي قـدْ توارتْ
ضـمـنَ أطيــاف النبيذ ْ
كـأسـي شــهيدٌ في خـِبــاء الظــلِّ
يـســتـجـدي معــابر مـُقـلتي
يـمشــي الهـوينى في مزيج الخمــر أو
ســرداب جــذر الـدالـية ْ
لـتـَعيشَ أحلامي الجريئـة في مســام بصـيرتي
عند النسـائمْ في مساءٍ عانق السـحر
الذي قـدْ جـاء من عرس القـمـــر

دنيا بهائي فـوق غيمة خاطــري
ترســو لتأخــذَ ما تـبـعثـرَ
من خـوافــق غـفــلـتي
دنـيــا بهـائي أو ملامح صـورتي
لا تركبُ الأنــواء في دنيا القـلــق
لكنهـا أرستْ حـيـــائي في ربيــع ٍ
هـدْهَــدَ الـطيبَ الذي أهــدى الرؤى
فهيَ البداية كي أصــلْ .

معَ أنَّ خــوفي مرســـلٌ
في طعـــم مـلـــح الذاكـــرة
مـُتـَورِّمٌ في خافـقـي مـُتـَــدَثـِـرٌ
في كـلِّ أنـواع ِالظـــلامْ
مـُتـَــوغـلٌ في خيـبـَتـي , تســري بها
ترتـيـلة ٌسـَـكـَنـَتْ أنـايَ الحـائـــرة ْ
في كـلَِ يـوم ٍتـهـمـُسـينَ حـزينـة ً
ســكـرى بأنـواء الـحـواس ,
فوراءَ مـاءُ الكأس تـقـبــعُ صـورتي
وضـِفـافُ وقـتـي تـرتمي في غـنـــوةٍ
جاءت لـتَحيـى في حــواف الكأس كي
ترقى شــرائعُ بـوحـهــا .
يسـمو شــهيق الخـمـــر في دنِّ الرؤى
أو في صــدى أطيــافـهــا
لا تســالوا كأسي الذي ســرق الأماســي
من رهـيـفِ مشـــاعـري
وتمـلـمـَلـَتْ فيهـا حـــروفي
في اســتـبـاق الصـمـتِ في آهاتهـا
لا تســألوا الـكـأس الذي قرأ المعـــاني
في مســاء من زوايا غـربـتـي
لا تســألوا وجـَــعَ الأمـاني كيف أنـِّي
أســتـَردُ الـوعـيَ من عــرس ٍ
بروح الـدالـيـــة ْ

فـتـَرقـَّـبوا مـنـِّـي ســـموَّ الحـــرف
أو مســعى لـبـــوح ٍقـدْ تـوارى
بين أحـــلام الضــياء
وضـمـن ظـِــلِّ مشــاعري
من حـــرص كأس ٍحائـــر ٍيرجـــو
وجـــودي في مســامات الألـــقْ


لا ترحلي…
حسن قانصو


الآن أصبحتُ المنى!!؟
وغدوتُ غاليةً لديكْ!!؟
من أيقظ الطفل البريء بداخلي
وأثاره حقداً عليكْ!!؟

أنت الذي جرّعتني
كأس المذلّة والمهانة من يديكْ
آذيتني وضربتني
وجلستَ كالبطل المحارب غاضباً
ظلماً تعقّد حاجبيكْ
وسللتَ خنجرك الجميل مباهياً
وأخذتَ تفتل شاربيكْ
وطردتني من بيت أحلامي الجميلْ
وجعلتني أمضي المساء وحيدةً
فرجعتُ من خوفي إليكْ

أجهضتَ أحلامي الجميلة كلها
ماتَتْ على رحم الوداعْ
شيّدتَ قصراً بالوعود بنيته
فبنيتَ أروقةَ الضياعْ

أقنعتني أن الحياة تكاملٌ ما بيننا
فجعلتَُ من قلبي الحنون سفينةً
وجعلتك فيها الشراعْ
فتركتني
في عرض بحرٍ هائجٍ
قطعاً من الخشب الصغير تلاطمتْ
في صخر غدرك والخداعْ

لا تنتحبْ
عذراً ، بربّك لا تقلْ
فاليوم قد سقط القناعْ
إنّي رأيتك كالزجاجة واضحٌ ما خلفها
لا شيء يستر ما حويتْ

أحضرتَ آلاف النساء لمنزلي
عاشرتهنْ
فعفوتُ عنك فما اكتفيتْ
بحراً سقيتك من يديْ
فقصدتَ غيري خائناً
وزعمتَ أنّك ما ارتويتْ

دعني فحقدي قاتلٌ
عذراً وعقلي جاهلٌ
من أيّ صلبٍ قد أتيتْ!!!؟؟؟
ما عدتُ أرغب في المكوث بقصركَ
المملوء غدرا
فاخترْ سواي خليلةً
وانظرْ لنفسك ساخراً
عن أيّ برجٍ قد هويتْ

أمّا أنا
فجمعت أحزان الوجود بخافقي
وذرفت دمعاً من مآاقي خيبتي
فاهنأْ بما يوماً جنيتْ

ما دام حبّك قد أطاح مشاعري
وأباح في روض الغرام كرامتي
سأعود من حيث أتيتْ ..
سأعود من حيث أتيتْ ..



تعويذة لفرحة مؤجلة
مالكة حبرشيد





قراءة - د. فوزي سليم بيترو



لو ينحني شجر الحلم قليلا

كما الظل على الجدار
كما حبات الهواء
في صمتك الرهيب
... لأختبيءمن عيون السؤال
من النفس المتقطع
على أبواب الشفاه
لأحملك لغزا مفتوحا على آخره
يكشف مدى فشلي
في استيعاب ما يقذفه الغموض
من شظايا النار المتقدة
في جب أمس غاب
في تنهدات الشراشف البيضاء
في أرق الليالي ....
وظلام الغمام
وما تبقى من الرؤى
على قارعةالشحوب
ها أنا الآن ...وأنقاض الانتظارالمهزوم
بصمة ...على شاطيء مهجور
عيناي محطة لعودة
قد تكون ....وقد لا تكون
وحده السراب هنا
دليل العتمات المفتوحة
على مصراعيها
لريح الهواجس المسترسلة


مازالت دمعاتي
تمشط جدائل الذكريات القادمة
تنسجها شموسا بحجم العيون
تعويذة لفرحة مؤجلة
غرست منذ الولادة
في مهد الأمنيات
هكذا أمشي كما لو أنني
أرتدي جبال الذهول
موثوقة بخيوط الحلم
إلى جدع التمني الذي
لا يهتز ....
أجمع أخبار الصمت
في شوارع عمر بلا سنوات
أستشرف غدا
لا يأتي
أو ربما تاه
حلق تنهيدة
لم تعد تجدي
أمشي دون عناء
تحت السهر
تقودني عيون الأرق
المتآمر مع الوقت
كيف أدخل مغارة اللامبالاة
واللاجدوى تفرض الحصار ؟


لم تحدثني أمي يوما
عن وباء النسيان
حين ينتهز القلب
كومضة برق
تخترق الذكرى
دون استئذان


على الطرف الآخر ...
....الآن.....
دمعات تحصي الأنفاس
ودقات الفرح الغائب
فتنزف العيون احمرارا
كشفق ذبيح
ينسج المساءات
أشواقا غارقة
في أدغال الحزن

أحارب كثيرا
ضد نفسي ....
ضد ما كان
ما تمنيت دائما أن يكون
كل شيء انتهى على عجل
رهافة الإحساس
مضاجعة الوهم
الذي يطرب للصدى
عيون الماء التي
غنت الشعر
على مسرح الفوضى
حتى غدوت زهرة برية
ذابت في هجير العشق


أنا اليوم
انحني على ضعفي
التهم سلاميات مواجعي
أصوب فيالقي نحو
صوت غائم
لم يتمكن من قصم ظهر المسافات
هل لي أن افهم
كيف تنفى الأحلام
في الوسادة
كيف أتكسر كما الظل
في خيال العابرين ؟
كيف أسبح في دخان احتراقي
حتى آخر معنى للصبر؟
وكيف أتزمل في أعماق بئر
الحواس المقلوبة
لتمر الأوهام دون وصاية
ويصير المرهف
اختراعا جديدا للنفي
وتصويبا لطلقات تغتال
ما تبقى من سويعات
لم احتسبها يومامن العمر

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

21-11-2011

الشاعر المبدع هيثم الريماوي.
..للزمن الجديد
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




واقفاً على بابِ تاريخنا اليومي، أشحذ الشعر
وأخبّئ على خجلٍ عطايا الملوكِ ، أخطائي اللغوية ، وفداحة
الآن ، أجيء مع غدٍ متواضعٍ لاسيفَ فيه ، لا هزيمةَ ولا انتصار

لا نباتَ ((كما يتوقع النسيان في خوذ الجنود))

لا احتضار

لا مكان للتّبول الهمجي على قارعةِ الطريق ، بين نفايات الحضارة

أجيء مع غدٍ لا يدنو من الأرضِ ولا ينأى عن السماءِ

واقفاً على بابِ الكلامِ ، أتسوّل المعاني

وأكتبني انتصاراً عليَّ، في لذة الخصامِ

أنا العربيّ ، لا لون لرايتي

لا أبيضَ / رماديّاً ،ولا أسود / رماديّاً،

ولا رماديّاً بأطيافه :

فاتحاً عسكرياً

أو غامقاً شُرَطيّاً

أنا العربيّ – منذ الآن – لا لون لرايتي

لا بياضَ بنكهةِ الحمامِ ،

لا سوادَ بنكهةِ العزاءِ

أنتظر (نجاشياً) جديداً ، للزمن الجديد

وأغزل للنشيد ، طعم البرتقال و (المانجو ) و(الأفوكادو) الغامض

أنزع عنه طعم الحديد، من صفائح يمنيةٍ قديمة

أستبدل (الخليل) ، بحروف اسمي التي ورثتها عنّي ، وأرتّبها كيفما أشاء

أرفع قبعة الخصام ،في حضرة ماردنا (المتنبي) :

أبحث عن هويتي لأمدحها قليلاً ،(( من أنا ؟ هذا سؤال الآخرين ولا جواب له))

ولكني لست لغتي ،

أنا كلامي ، حين ينبجس كلامي من كلامي

في هذا الزمان الضبابيّ

لا عيدَ ، في عودةِ العيد .

لا كافورَ نهجوه ، لا سيف دولة نمدحه

لا شيء

بياضٌ في لذة العتمة

وعتمةٌ في لذّة البياض

والراقصات البعيدات :

نجومٌ ، أو أشجارٌ واقفة

غزلانٌ تدعي الأنوثة ، أنوثةٌ على شكل غزال ،

أو ربما سراب ،

لا فرق في زمن الضباب الرقميّ ، ويوميات التكنولوجيا

أبحث عن (معريٍ) جديد ، للزمن الجديد

وأرتب أصناف الفاكهةِ والأطعمةِ الحديثة :

مرارة ليمونةٍ مستوردة

بطيخةٌ صغيرةٌ ، لشتاءٍ ارستوقراطيٍ باذخ

وكستناء ، لا لشيء ، فقط لأن الشعراء يجلسون كثيراً حول المواقد

يبحثون عن الحقيقة

يخرجون من معاطفهم الجرائد اليومية ، وألوان الطبيعة

يفرشون الرمل على الماء

ويقولون للأمواج العتيقة :

تكسّري هنا على أقدامنا

وانعتقي ، من اسطورةِ السفر

وأقول:

وسيّجي خطواتي أثراً طينيّا مالحاً

أثري ألواحي ، أركبها حيثما أريد

أخاطر/ أنجو أو أنجو لأغرق من جديد

أفتّش عن (نفّريٍ) جديد ، للزمن الجديد




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



عروس الموت
صادق حمزة منذر



أتدرينَ بأني قد هجرتُ مواطنَ الأحبابْ .؟؟
وأنَّ الحبَّ أرقني وباتَ لمقلتيَّا عذابْ
وأني بتُ مجهولاً من الإحساسْ
وتهجرُ لهفتي الأنفاسْ
وتطُرُدني حماقاتي
وتدفعُني بعيداً عنكِ كلُ ضروبِ نَزواتي
بدون صوابْ
,,,,,,,

أتدرينَ بأَنْ لا بُدّ للإعصارِ مِن جَمَحٍ وللبارودِ من شَذّة.؟؟
فلا تترددي أن تعرفي عن حالتي نُبذَة
فقد أودى بي التكرارْ واعتادتْنِيَ الأوكارْ
وبتُّ العابثَ المهزومَ فوق مجامرِ اللَذّةْ
برغم غريزتي الفَذّةْ
ودفقِ الرغبةِ العاتي أقاومُ عندكِ النبذَ
ودفعَ الأخوةِ الأغرابْ
,,,,,,,

أتذكرُني تلافيفُكْ ؟؟
أيذكرُ لمستي جِلدُكْ ؟؟
أيذكرُ صفقَ أشرعتي وعصفَ عواصفي بحرُكْ ؟؟
أيذكرُ شطُّكِ الباكي معامعَ مَدّيَ المحمومِ يسبقُ جَزرِيَ المُنهَكْ ؟؟
أيذكرُ دفءَ أمتعتي وغزوَ مواهبي مَهدُكْ ؟؟
أملّت من تواقيعي تضاريسُكْ ؟؟
أملّت إحتلالاتي متاريسُكْ ؟؟
هل تبقينَ صامتةً بلا شكوى بلا مأوى بلا ترحابْ
,,,,,,,

أتبكينَ ..؟؟
أتبكينَ وأنتِ المُنكِرُ النافي ..؟؟
أتبكينَ لأنّ جليدَكِ الأبديَ يقتلُ صيفيَ الدافي ..؟؟
ويُغرِقُ بردُهُ المشلولُ أمجادي وأوصافي..!!
ويطرحُني بعيداً عنكِ مصفوداً بأَحلافي
أحاسيسي وأشيائي تُقيّدُني وكلُ مظاهرِِ التذكيرِِِ في جسدي
تُهروِلُ منكِ هاربةُ وتَكسرُ كُلَ أسيافي
بلا أسبابْ
,,,,,,,

تعالي يا عروسَ الموتْ
تعالي يا دموعَ الصمتْ
يا ترنيمةَ الوجعِ
تعالي يا مُخاصِمَتي أمامَ محاكمِ الوَلَعِ
ألَا احترِقِي وفي أوصالِيَ اندلِعي
ولا تَدَعي بُرودَ الموتِ يَغتالُ الرجولةَ فِيََّ … فاستمعي
ورُدّيني جريحاً عندك ِ يشتدْ
وصَرْحاً فوقَكِ يمتدُّمُرتجفاً بلا رحمةْ
فَيَصهلُ جائعاً دهراً وأنتِ تحتَهُ اللُقمةْ
بدونِ حسابْ
,,,,,,,

خَسارةْ
ماتَ في الحبِّ الشبابُ وطالَ في دمِنا احتضارهْ
وتلكَ جسومُنا الموتى رماها خلفَ حاضرهِ لكي تعتادَ أسوارهْ
خَسارة
تآخى لَحمُنا وتشابهت فينا العُصارهْ
خَسارة أنَهُ ما عادَ يجمعُنا فراشْ
وما زلنا نموتُ عِطاشْ
وتُقمَعُ في مضاجِعِنا الإثارةْ




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
سبعة أبواب للدخول

أحمد العبيدي



على عتبة الماء

خريطة ٌ فارغة ٌ ،
تبدأ بالأنثى وتنتهي بالغواية
....... /
عندما نغرس أقدامنا في الطين / ......
حدودُ المجرةِ ريشُ الملاكِ ، ويدي تعبثُ بالتراب ، والساقية ُ مثلها .. حافية من ماء
أنقش غربتي
يدايّ اخَتلطت مع اللوح ِ ...واختفت تماماً في بياض الخريطة ِ!
ماءٌ وماءٌَ ..
(
التكوين يبدأ بالماء وينتهي بالطين )


مفتوح هو الباب

احملُ نعليّ وأمضي ، بساط ٌ يطيرُ في عتمةِ الضوءِ ، وعينيّ تغرقُ في مسامِها
تجاهلتُ صوت َالمدينةِ ، وتعاليمُ الكتاب
/ ...
الظلمة نور لم يكتشف بعد ... /
عينٌ تمسكُ المكان ِ ، أذن مغروسة ٌ في فراغ ِ صمتها
وإصبع عابث ، يفتحُ صدر الخريطةِ ،
يغفو هناك بين التلتين ، وينسجُ أحشائَها الباردة
حيثُ لا مكانَ في المنتصفِ ،
أعزف وحدتي
(
الجسدُ المفتوح يغري للكتاَبة )


باب بلا مطرقة

لذيذ ٌهو السفر في بياضِها
– //
من يعرف أكثر .. يقف طويلاً // -
هناك النهرُ يعلق ماءه في رقاب العابرين
النهرُ ليس هو النهر
عاشقٌ ومعشوق ، لا يحملُ القاربُ سوى روحين في خريطةٍ واحدةٍ
وعلى ضفة الوقتِ ، كائنٌ واحدٌ يرتعش تحتَ نسيج الماء
رأيتُها قبلَ الوصولِ تهبط ُ من ذاتِها
وخيوط ُ السماءِ تصعدُ بذاتي
هي الشبكة وأنا الصياد .
أحمل وعائي
(
تصفق الأوعية بأيدي المطر)

من يعرف الباب ؟

جمرةُ الاستواءِ ، تتوقد من رؤيا قديمة
/ ....
كائن واحد يخلع صوته في بوق الكثرة .../
قلت لها : لا أجيدُ الدخولَ
ذلك السرُ منقوشٌ على وجهِ الخريطة
وعلى وجهي يبتسمُ السؤال ، فقالت : إفتح يا قلب ،
حتى صافحني نسيم المتاهة ، ورفرفت روحي بكل الجهات
فرأيت كأنه العشق .
أكتب رؤيتي
(
النظر بعين ِ الطائرِ)

من كل باب ألف باب

دخلت ُ
ملاك يضيء عتمة الطريق ،
وآخر يقول : ويل لمن تزل له قدم .
.... //
شجرةُ واحدةُ في الخريطةِ , وأنثى معلقة من شعرِها // ....
تصفحت أولَ الكلام ِ ، جسداً يعبث في جحيمي
يقطف أيامي ، ينتشي ، ثم يختفي في النهر
ألف باب ٌ ، ومفتاحٌ
سقطَ مني السؤالُ، وكلمةٌ عالقةٌ .
أرسم جنتي
(
محيط الورق يغرق في قطرة حبر)

باب بين باب وباب

أفق يسيل
ثياب الرغبةِ تحترقُ بنارِ الهيام
بين عري المكان وجسد الخريطة
وقفتُ
...//
لا رمز يدل عليها // ...
تتسع النقطة في عيني
عالم يسير باتجاه البداية
ولادة من خواء ، والصدى يتكسر قبل الرجوع .
أحرق رغبتي
(
صرخة البداية ضحكة ٌأخيرةٌ)

الدخول عين الخروج

حفنةٌ من كلام تتبعثر في فم الخريطة
../
من صمت ملك ، ومن نطق هلك /..
كنز يغفو على قارعة الوصول
أنا والباب كلانا نسير على خصلات شعرها
أسقط أنا فيمسكني الباب
ويسقط الباب فتمسكني هي وتقول:
(
أنت هو الباب)
حتى رأيت الكون يدخلُ في جسد الخريطة !



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الغريب/ محمد الخضور

قراءة د. فوزي سليم بيترو




غريبٌ أَنا . .
أُشْبِهُ هذي التلالَ
التي تُطلُّ على فَرْحَتي القادِمة
أُحِبُّ الضَبابَ الذي يَصْعدُ
من آخرِ الأرضِ حتى النوافذِ
يقولُ لِشُرفَتِيَ الذابلة :
أَكْثِري مِنَ الوردِ . .
سَأَسْقُطُ ماءً . . لو راوَدَتْني الزُّهورْ
غريبٌ أَنا . .
أُشْبِهُ هذي النجومَ . .
التي تُدركُ النورَ عندَ الغروبْ
في الحُلمِ أَفْرَحُ حَدَّ البُكاءْ !
تكونُ الدروبُ بعيدةً . . كالسماءْ
أَسيرُ على أَيِّ دربٍ . .
لا فَرْقَ في الحُلمِ بَينَ الدُّروبْ
أُغنِّي وأَلعبُ مِثلَ الفراشاتِ
أُسافرُ كالنسمةِ التائهة
أُدَنْدِنُ كالنحلِ
أَشْرَبُ كُلَّ الهواءِ المُحاصَرِ . .
بيني . . وبينَ التلالْ
وأَنسى . . بِأَنِّي سَأَصْحو
إذا ما لَمَسْتُ جِدارًا . .
أو . .
إِذا أَذْهَلتْني السماءُ . .
بِزَخِّ المطرْ
غريبٌ أَنا . .
كهذا الخريفِ المؤقَّتِ . .
يُبَعْثِرُ ما أَنْشَأَ الغُصْنُ مِنْ أمنياتْ ؟
كَيْ يُعيدَ الوُريقاتِ إلى أُمِّها الأَرضِ
سمادًا جديدًا . . !
غريبٌ . .
أَنامُ مَع الليلِ . . بِنَفسِ الإناءْ
لا تُسْعِفُني المرايا . .
حين تضيعُ ملامحي في الطريقِ
ولا أعرفُ . .
كيف تعثرُ عقاربُ الساعةِ على الفجر
في دورانِها حولَ نفسِ الفراغْ !؟
غريبة مثلي . . مواسمُ الشتاءْ
تَحُطُّ فَوقَ كاهِلِ الترابْ
تُتلفُ الأَشجارَ في مناقل الفقراء
وتمنحُ البذورَ جُرعةً مِنْ ماءْ
غريبةٌ . . مواسمُ الشتاء !
غريبةٌ . . هي الأمنيات
تظل بعيدةً كالمسافات
تَصُدُّ وتُبدي . .
تُحَلِّقُ فَوقَ التلالِ
فَتُنسى . . !
وتَحْضُرُ بَعدَ الأوان
تُؤَبِّنُ ما ضاعَ خلفَها . .
من الوقتِ . . والذكرياتْ
غريبةٌ . . هي الأمنيات
غريبُ أَنا . .
أُشْبِهُ هذي التلالَ
التي تَحْجِزُ عن أَعْيُنِ العابرينَ
ما خلفها . . من بلادٍ
وما تحتها . . من جمارْ
وحيدٌ . .
وأمتعتي قَليلةٌ فَوقَ ظَهري
جاهزٌ للذهابِ . . طليقٌ
أَسيرُ بأيِّ اتجاهٍ
لا أَعْرِفُ - مِثْلَ القِطاراتِ -
طريقَا وحيدًا
لا طوقَ يأسُرُني ليحميني من الغرقِ
لا تمتلكُني المدينةُ
لا أسمعُ ما يقولُ الضجيجُ هناكَ
تحتَ لوحاتِ الشوارع
وحيدٌ على الشرفة القاحلة
أُجالسُ نفسي . .
وفنجانَ قهوتي . . والقصيدة
غريبٌ أَنا . .
وكُلُّ الشوارعِ حولي . .
غريبة . . !


ردّ سليمى السرايري


الغريب ......حامل المرآة

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




هذا جموحُ الرّياح
يملأ احتراقنا
أنظر كيفَ أضحى جمرنا
شجرُ سرو
يردّد نداء لخرائط المنفى
هزمتنا نبرةٌ خارج تيبّس اللغة
فظلّت كلماتنا ارتفاعا

كيف ندخل الآن، تميمة الاِغتراب؟
لا شيء يلمع أيّها الغريب
غير ملامح ِ على مشارف الرحيل
أصابع تدخل بلاغة الخوف

نحن ضحكة محدّقة في البعيد
نحتفظ بتفاصيلنا
حيث تأخذنا معا ومضة
مبتورة الفرح


يجيء المطر من فراشه متثائبا
يغسل التراب
بينما المغنّي تحت ماء منغّم
بنوتة "البياتي"
يعزف لون البكاء
يفتح نوافذ الليل
كي يتسرّب إلينا البياض


اِسرج قوافل السفر إذن
سنهيء أحداقنا
بحيرة لقبرات اللحظة الأخيرة
سنهيء المرايا لغربة الطريق

بنا الآن أحجية العائدين إلى الغبار
بنا زفرةُ المنافي المسدودة
نقيم عليها غفوتنا الطويلة
عرسٌ سيبدأ
شمعة تُزَفّ ُ لمسارب نمل


قد تغرب خلفنا همساتهم
قد يوجعنا غمز الكواليس
نشرق بشهقة
تخنق الهواء فينا
فماذا نريد الآن؟
ودروبنا تضيق....تضيق


هيّا أيّها الغريب
ننزل إلى السماء
هذا حوارنا الأخير
لنغنّي رحيلنا
لنعلّم الموت، حكمة
لنترك قصائدنا لصمت الشوارع
لجوقة العصافير
لسنبلة تنبت يتيمة ،
في.......التراب




رد محمد مثقال الخضور
قراءة د.فوزي سليم بيترو



يحمل الغريب ذاكرة
وظمأ
ورغبة في الفرح
ويمضي . .

تحط الأرض رحالها قرب خطواته
لا أثر على الرمال
الأزمنة مشدودة نحو مواعيد القطارات
الأمكنة مربوطة بالمسافات
والقلوب حائرة

لا تنسجي للشمس إطارا أيتها الشاعرة
لا تحاولي تجميل احتراقها
كي تخففي من وطأة المجهول
على كتف المسافر

الغيوم أكثر دقة في صنع الظلال
المساءات خالية من الغبار
لأن العيون لا ترصد ما يتوه في هذا الفضاء ليلا

المحطات متآمرة مع الوقت
تتكاثر تكاثرا لا شرعيا
كلما اقترب الغريب من مواعيد الوصول

الزمان غير ذاك الذي كان يوم كنا . . .
المكان يشبه حجم الظمأ
يكبر حين تنحني الظهور أو الطرقات
مفتوحة على الاحتمالات هذي المسالك
وعورة الأرض مرهونة بحركة الشمس
النور سبب للمسير
المسير سبب للوصول

غريبك تنال منه المصابيح المستقيلة
الأشرعة النائمة على سطوح المراكب
الأقدام التي صارت تتردد كلما رأت موتا يشبهها
أو سمعت صرير الوقت

هديتك أيتها الشاعرة
جاءت على هودج مخملي
كعرائس العصور الوسطى
يحملها عساكر الأباطرة العظام
وصلت
كتذكرة العبور إلى الدروب الجديدة
التي تحيط بها غابات السرو والزيتون
طرق جديدة للغريب
هجرة جديدة نحو الشمس
والأبدية
أوعية جديدة للهجر
أمكنة تتوالد للسفر
وأماني البقاء والرجوع
تعرض مفاتنها
هناك . . .
في أبعد نقطة
في ذلك الأفق المستحيل



ردّ فايز شناني
قراءة سليمى السرايري


ويمضي الغريب
تخدعه المرايا
وظلال غيوم شاحبة
يعبر محطات
تراكمت بفعل السفر
وطرقات مسها الجنون
لا يملك شيئاً في بورصة الخطيئة
أنجبته أمه فقيراً لا يملك النجوم
لكنه ....
يحمل وجه القمر
يمضي كما كل مرة
حزيناً
يشده وجع القبرات التائهة
وغصة الشمس في منتصف النهار
كل الدروب موحشة
لا تغريه جدائل المطر
ولا رائحة البخور
قد خذلته الريح
والأضواء أعلنتها زيفها
يرفع يديه نحو السماء
الملائكة
في اجتماع مغلق
الملائكة
مشغولة
مشغولة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



فى انتظارنسختك الجديدة
ربيع عقب الباب


ضعى قليلا من الحزن
على الطاولة
و أنت ترفعين إزار المساء
استعدادا
لحل العقدة الباقية
فى لسان الصمت

أراك تهيأت الآن
صفرت الريح فى خواء أوعيتك
واصطفقت أجنحة النافذة
و ارتمى طائر الصدر
تحت أظافر اللعبة

مالى لا أصدق
أن سكينا حزت رقبتى
بينما أنت تصدقين
أن بيض الليل فقس
أول الربيع
جروا يجيد العشق

الصغير الذى يطاردك
فى لوحة الجوكندا السرية
حط باكيا على ترانيم شرفتك
ورش جبهته بمسحوق
الحزن
كى يبدو فى عينيك
داخل اللوحة

لعبة الاستغماية
مازالت تستهو ى القمر
ما رأيك لو فخخنا قلوبنا
حتى لا يقتلنا
دفء حضوره ؟

أضحك فى وجه شرطى
يمتطى نهار الثلاثاء
و أتوارى حين يلسع
جثة عجوز ريفية
تبيع حشائش الخيانة

لا تندهشى
حين أرقص كدجاجة
وحدقى فى المرآة
سوف تطالعك
وبلا شك
كذبة العام
وهى تربت رأس
جريمة تبنتها القصيدة

توارى صاحبى
حين شهد شخصا ثالثا
يلتصق بالجانب المظلم
فى قصيدتك
وحين سألته لاحقا
ابتسم بمكر
ثم اهتزت عيناه برعونة
و أعلن موته


ماذا لو قايضتك
بحلم القمر
على شرط مقايضتى
بظل بسمة
دون انزعاج
أو ارهاق
لرش عيون المارين
بسذاجة معاناتهم

بقى شىء حيوى
برقية تهنئة
إنها لسيد رأسك
الذى بمقدرة نبى
غير قشرته
وألقى ما يحمل
طعمة لحاوية قمامة
ثم استوى
يعيد تشكيل العالم
دون وخز
استعدادا لنسخة الكترونية جديدة !!



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أبــــي ...
شام الكردي

الانتظار يخيط الأفق شراعا ... فوجهك !
وما وجهك اللامع ... إلا فجري ووحدتي !
فكيف بقلبي يا قلبي ... والحزن معقوف النهاية
كخنجر بدوي .. يرتع خلف أمل .. ينساب كــ رمل
يحسبه الظمآن ماء !
أكتبك .. تنفرط الذكريات حبات رمان
وتطويني بيداء العتمة وقنديلي يدك
استدل على الطريق بك ... أنت الخريطة وكل الجهات
وأنا الضريرة ... بغابة متكاتفة أشجارها على عزلتي !
فلا نبوءات بعدك
ليس ثمة وحي بنافذتي ... والعصفور على غصن قميصك
يحمل في منقاره سلة حزني ... يحلق بعيدا
و
لا يجيء بالرسائل
لا رسائل ... !
ليس ثمة وحيّ بعدك ... إلا الريح ..
وصمت يرمي في نهر غيابك ....

أحجار سوداء .. لا تحرك الساكن !
سـ أشد أسمالي ... وأثابر للقياك مثابرة النمل !
سـ أحبس دمعتي الرملية ... واحشوا قنديلي بكبريت الصبر
وأقتفي أثر العير ... لعل بها ريح قميصك
فــ أحزاني يعقوبيّة ... وأنت يوسفيّ !




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


رسالة مرّة
سلام الكردي


اعذروني هنا فجبهتي تؤلمني من كثرة ارتطام الجدار بها،
هذه مساحة للنيل من كل الأوغاد ، مساحة أتركها لوطن فقد عيونه ، و تمترس بوضوءٍ كافر.
سألعن نفسي ألفا , و لا تدعوا لي بالمغفرة و الهداية ، فأنا قررت الانتحار عارا أمام حانات عواصم القرار العربي .
لي في الموت جحيم أتمناه .
إرفعوا نخب دمشق عاليا ، لتصطك الكؤوس و يندلق الخمر على طاولات نبيل العربي و اليتم .
فالرصيد بعد كل الشهداء سيكون تحت الصفر, إضافة إلى هامش غواية شمطاء .
و ألف شريف سيبكي حسرة ما يجري.
حسيرا سيمضي النورس .
و تعيسا سوف يسدل الستار.
وقح أنا سوف أكون, نذلٌ جدا ، أتمرغ في وحل الرذيلة امامكم يا سادة القرار.
فأرسلوا ملائكتكم لتلعنني جهراً و أنـا في طريقي إلى حمص .
أحمل نعشي على كتفي ,و أنتشي بجراحاتي .
العنوني إن أتيتم إلى هنا .
صوبوا رماحكم إلى صدري ,و ظهري .. لكني سأصل إلى البرتقال في اللاذقية, وطرطوس.ورفح, قبل أن يسقط .
وألتقم حبات اللوز في رنكوس,وصيدنايا وتلفيتا,قبل أن تجف.
و سأموت حينما أنهي تراتيل سور سخطي الطويلة .
أتحرك كالموتى و فاقدي الإدراك. أحاول أن أتشبث بخيوط تتدلى من السماء ، و من نوافذ القمر ،
من بركة الدماء تلك التي أرى وجهي ينعكس عليها ، وطنا فقد رئته و ازدان بالبكاء .
أتلقف عمى روحي وسط ظلام المحاق ، أغرس ضلعي الأيمن زيزفونا أصفر، و أناضل على الطريق بقدميَ هاتين اللتين فقدتهما على رصيف مدجج بالشوك ، ووجه أبي الراحـل .
أطرق حانة المدينة المهمشة، تزكمني رائحة الوجع المنتشية على أغصان الأمل ، أقبل جبهة السقوط طويلا ، و أطلب لي قدحا من نبيذ مسكر، فيه قطع ثلج سوداء ، أغطي بها الكثير من ضياع أمتي .
هنا . أحتاج لأن أهرب مني ، من جلدي ، أسلخه عن عظمي ، و ألوذ من أفكاري و أشيائي الصغيرة ، من أرجوحة الأطفال ، و غيرة النساء ، و انسيابية الموت على كف ضئيلة معلقة في الهواء تلوح للشهداء , للجرحى.
سأنتحر و أطلب شنقي على جذع زيتونة، و أعلق تهمتي على جبهتي .
أسلم مفاتيح القلب لأبطال حماه ، و أدعو اللاهثين لقطرة لعاب الظمأ, أن يبتلعوني .
سأثمل الليلة و غدا , لن أنفك أبرح ضجيج اللحد و الخيبة العتيدة بداخلي .
سأستقيم كمسطرة طالب هندسة ، أرقم الاتجاهات ، و أستأنف المضي ارتفاعا.
أنـا سيء جدا , قريب من الشراسة ، و عمري آفل لا تسعه قبضة اتزان .
أنا بضع من بضعة هفوات خافتة ، ترمق الشر يتأجج من عيون جاحدة , و لا أدري هل يجوز فتح فمي ؟
و إطلاق الماء من حنجرتي ، و البكاء !!
هل هنا من يمنحني بكاءً يليق بي فحسب,بهوية اتهموها ب " اللانتماء ؟؟ "
يحملون موتي قطعة قماش بالية ، و شوارع بلدتنا ترزح تحت القتل ، و الندى لم يعد يسقي الزهر و لا يروي عطش البرية.
نوافل الربيع اصفرت و نامت عيون الأطفال و هي مبتلة بحلم لم يكتمل.
سأرفع قبعتي ، و أتسلق حجرا ضخما ، و أحفر عليه اسما عابرا ، قضم طبشوري ، و استباح عري يرقاتي ، سأقف عاريا إلا من الانتكاسات العشر ، سأوزع نيشان الصفعات على جند الطغاة ، و أنقذ الشقيق من سيف أخيه ، و ألثم يد القدر أن ترحم صرخة أم ثكلى ، سأجرنبيل العربي من تلابيبه ، و أدعوه ليؤخر قطارات المرافيء ،
أنفخ في الريح صرختي و أشرد أفكاري على حبل الغسيل المهتريء.
ألتهم قطع لحمي .. فإني جائع و لا أستلذ مائدتك أيها العربي يا صاحب البندقية العاتية .
أمنحني لزبانية الجحيم عن طيب خاطر ، و أنتشي بالنار و ألكز قوارير السخط ليندلق أوار اللعنة على الجميع .
بما فيهم أنا .
و أخيرا بعدما سحقتني حوافر الصمت العربي ، و اصطكت بي جدران تميد على خاطري , و بعدما حلفت يمينا أنني اكرههم جميعاً ، و بعدما رفعت رأسي عاليا لأقيس ارتفاع رايات العرب و لازلت الأضخم و الأطول.
و بعدما تورطت في سيجارة مسمومة أنفث دخانها في قلبي ، و بعدما سجلت انتسابي الساحق للصعاليك و الفقراء .
و بعدما لم يعد يهمني شيء , لا أنثى , و لا وطن , و لا أهل.
قررت أن آتي إلى هنـا ، لأتمم ثمالتي ، أنحر براءتي ، و أرتكب مجازر في مدن أشعاري.
و أبصق في وجه السادة ثلاثا .
و "طز" في وطنيتي , و في انتمائي و في هويتي .
طز في مباديء القومية ، و شعارات الانتصار ، و في المجد المبين ، و مؤتمرات القمة و مؤتمرات السلام .
طز من المحيط إلى الخليج .. من بيت لحم إلى الجليل.
و عذرا للشيخ " ياسين ", عذرا لأطفال الحجارة فقد صرنا حجارة , الأجدر أن تقذف في قعر الجحيم.
عذرا لكل الشرفاء .
و أصحاب الهمم العالية في العالم.
عذرا " لناجي " ، و " الماغوط " ، و الأقلام الحزينة.
و عذرا للأنبياء .
عذراً يا دمشق.




عطر الياسمين

نثرتُ العشق أزاهير برية تفترش مساحات الشوق بين يديك..
لتعبقَ أصابعكَ المخملية برائحة الحب, وعطره ..
بعثرتُ أيامي وطويتُ صفحاتِ كل أزمنتي, وكتبتُ على جدرانِ غرفتي بنزفِ روحي ..
أحِبُّكْ
أتذكرين!؟ غجرية الشَعر ..
كم تقاسَمَنا مجون العاشقين..
حين تبارينا بفضاءات المجانين ..
أتذكرين!؟
كم مرة غفونا كالسكارى فوق فراش الياسمين..
نغترف من خمرة عشقنا المحموم ..
نستقي منه..
فلا نرتوي..
وننثر حولنا الحب ..
فراشات نور..
تعويذات سحر..
لم يعرفها من قبل, مثلنا الآخرين ..
أنت .. أنا .. والعشقُ.. وعطرُ الياسمين ..
أسطورةٌ ..
قصيدةُ شعرٍ ..
ما بعدها تكوين ..
أفلا تذكرين!؟


عائدة محمد نادر


أنا أحبك

أسالمٌ أنتَ..؟؟
ألم تتألم؟؟
ألم يشُدُّكَ الشوقُ لي ..
كما اشتقتُ اليك ..؟؟
أنا من بعدِكَ عدمٌ
أنا ..أُحِبُّكَ أنا اعشَقُك
مسافاتٌ طويلة..
أبعدتني عنك ..
قُطِّعَتْ أوصالي
ألمْلِمُها ..بعيدا عنك ..
هل من لقاء ؟..
أوجعني جُرحُكَ الذي ..
أصبح قيحا
أربُطْهُ في شراييني ..
وأنْشِدْهُ نشيدا ..في هواك
أحبك ياعراق
أحبك ياعراق


أمل إبراهيم



أوراق صفراء

قرأتُ في أدبِ الأرصفةِ
أن وظيفة الثِّمارِ...حفظُ النَّوى
وأنَّ النّايَ محاولةٌ
كي يعيدَ الهواءُ ترتيبَ أوراقِهِ في زِنزانَةٍ تملؤها الثُّقوب
فاستنتجتُ:
الوقتُ مزوَلَةٌ
بينَ انطلاقِ الرَّصاصِ وسقوطِ الشَّهيد
يتحرَّكُ في الاتجاهاتِ السِّتِ
كلَّما استعرضنا ساعاتنا الفاخرة

الرتابة
محاولة يائسة للرُّجوع إلى الخلف
بحُجَّةِ النِّسيان

المجاملةُ
ابتسامةٌ صفراء
مقَدِّمَةٌ لتحطيمِ المرايا..دونَ فائدة

الوطن
زيتونةٌ تكتبُ الشِّعر

...إنَّ أعظمَ الأشياءِ
مليئةٌ بالتفاصيلِ التّافِهة
حين يكونُ السؤالُ عن علاقة الضَّبابِ بالخيانة
أو عن تهتُّكِ خيوطِ الموجِ وهي تصفَعُ الملامحَ العابسةَ
لصخرةٍ لا تعبأ بيوم ميلادها
المومسُ أيضاً
تبكي في لحظة التَّوَحُّدِ مع بيانها الأول

تَسقطُ كلُّ الضَّحايا
في صُندوقِ الدُّنيا
معلنةً براءةَ السِّكينِ

فشلاً ذريعاً للتناص..._من كان منكم بلا خطيئة ,فليرجمها بحجر _
وبناءً على ما تقَدَّمَ
نعلنُ تعدُّدَ الألوان ظاهرة صحِّيَةً
نرفض كل الشِّعاراتِ جملةً وتفصيلا
نقذفٌ عظامنا.فيسقطُ الجسدُ
يقبِّلُ ثغرَ الحبيبةِ
مؤمناً بشرعيَّةِ السَّوط
قال لي أحد الذين دُقَّت أعناقهُم: أقسم أني لم أعبث بورقِ الخريفِ الأصفرِ
أقسم أني لا أعرف دوافعَ هتلر
بريءٌ يا سيدي, وكلُّ ما في الأمرِ
هذا الثّقبُ في رأسي
والكتابُ الذي بين يديك


زياد هديب


يسكرون بخمرهم الأحمر

ابنُ آوى يتجددُ يأتي متخفياً مع الأسودِ
خِلْسةً يبحث عن غانيةٍ منذ قرون
يخافُ الوَهَج
والخفافيشُ أصابعَ النهار

فريستُهُم بؤسٌ طري
يأتيك بلون الصحراء
وهم يجتمعون على وليمة بلا أقدام
فيأتي الموتُ كفرسٍ يترنحُ قلبُه

ونواحُ الأغصانِ
عقاربَ تتسلل
ورائحةُ الأسودِ رائحتُهم
لاشيء خلفَهُم سوى خيوطٍ حمراء

على الرصيفِ تضحكُ عيناه
يشربون حياتَك
صرخاتُك تعانق شقاءَ السماء
يسكرون بخمرهِم الأحمر
يقذفونك علقما
تعودُ رمحاً
تبصُق عليهِم مزبلة
تنادي تصرخُ
يا ابن آوى
أين وجْهُكْ


محمد خالد النبالي