الأحد، 19 فبراير 2012

20-02-2012









دعوة

تسهرون الليلة الاثنين 20-02-2012
في تمام 11 بتوقيت القاهرة
في الصالون الصوتي
مع برنامجكم الأسبوعي

اختيارات أدبيّة و فنّية


يؤثثه لكم الثلاثي :

صادق حمزة منذر سليمى السرايري - فوزي سليم بيترو


رابط الموضوع

http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?95652



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


رافقونا في سهرة ممتعة و راقية أيّها الأعزّاء



De. Souleyma Srairi

الاثنين، 13 فبراير 2012

13-02-2012


ومضات لاهثة

سهاد مدّاح



من يقتسم معي
خبز الموت ..
الذي أشتهيه
كلما يأتي الصباح محلقاً
في ذاكرتي المحترقة !
* *

ترقص الومضة في كفن الروح
تخرجُ كجنينٍٍ مل ظلام التكوين
صارخاً بوجه الحياة
بضحكةٍ مختبأة
تسخرُ ..... بعنفوان !
* * *

لقاؤنا رواية
واحتفاؤنا بألم الفراق
كأسا ..استعذبنا لذتها
بمرارةٍ تزخرُ
بدموع الكبرياء

* *

قاتلت َ الليل
لتلقَ الفجر ذبيحاً
من أنت؟
ايها الوطن الذي يكابر
عنفوان الريح
ويوقدً صرخةَ الأجيال
بخطى المستحيل
محتفلاً بدماء اطفالك
قرابيناً
تبعثُ فيك أنفاس الحياة !

** ****
كلما تهاوت دموع اليأس
تعلقتُ بحبال السماء




الرقص على إيقاعات مضيئة
بقلم جومرد حاجي






تُناديكَ حقول الأمنيات
في عينيها ،
تَنثرُ على أنشودتكَ الثلج
و العطر ..
تعزفُ على أوتار قلبكَ مزيجاً
من الراست و البيات و الحجاز ..
فترى حروف دمكَ تحلّقُ
تحت أشعّةِ ابتسامتها
كعصافير الصباح
و تطيرُ
على أجنحة النسيم المغرّد
إلى مدنِ البيلسان .

كالطفل تبدو ضعيفاً أمام حسنها
و قوياً كبطلٍ حديدي .
يرفرفُ قلبُكَ
في أعلى قمم السرور
مجتثّاً بقايا الهزيع ..
مستقبلاً جرعاتٍ متتاليةٍ
من هيروئين صوتها
فتملأُ جداول شوقكَ
بغيث أنغامها .

تزهرُ أغنيتكَ كحناجر البلابل العاشقة
و تضيء كانتصار الشعوبِ
على الدكتاتوريين ،
ليأخذ صوتُك شكل القمر
و يرتدي النرجس و الريحان .


تفتحُ باب يومكَ لياسمينها
تشبع عينيكَ من شرفات الربيع
و تترك لفؤادك الرقص
على إيقاعات السنا
فتلهمك غزلاً صادقاً ،
مختلفاً عن الكلمات المنمّقة
التي يجيدها الشعراء .

ذو الوجهِ المليحِ

فوزي سليم بيترو



مَنْ يَعْرِفُ
كَيفَ تَنْهَضُ الكَآبَةُ ?
كيفَ الجِيَاعُ يَنْتَفِضُونَ مِنَ التُّخْمَةِ
وَعُسْرِ الوِلَادَةِ ؟
مَنْ يَعْرِفُ
مَنْ هُمْ يُطْفِئُونَ الشُّمُوعَ ؟
منْ يعرفُ
لماذَا تَحْبَلُ الإشَاعَةُ
وتُنْجِبُ ؟

الحالِمونَ وَحْدَهُم
نائمونَ
رحلتُهم ... طويلةٌ طويلةٌ
وليلُهُم بِلا نُجُومٍ

محطاتٌ كثيرةٌ
هنا وهناك
وعندَ كلِّ واحدةٍ
ماسحُ أحذيةٍ
ما نظرَ يوما نحو السماءِ
يعرفُ السابلةَ
فردا فردا
ويذكرهم حذاءً حذاءً

بائسٌ
يمشي على قدميهِ
وفوقَ كتفيهِ صَلِيبٌ
نظراتُ الأطفالِ نَحْوَهُ
كالسِّياطِ
والليلُ في عينيهِ
بستانُ شَوْكٍ

كأنهُ خِنْزِيرٌ موصومٌ بالكفرِ
مختومٌ فَمُهُ بالخمرِ
ملاحَقٌ في الشوارعِ الغِضَابِ
يَحْتَمِي مِنَ الكِلابِ ... بالذئابِ
برودةُ الإسفلتِ معزوفة تَلبَسُ جَسَدَهُ
وفي قلبهِ عِشْقٌ للموْتِ
يطلبهُ في كلِّ صلاةٍ
إذا عَطَشَ يَعْصِرُ الغَيْمََ
ويأكلُ الطميَ إنْ جَاعَ
لكنهُ لا يستجدِي الحُّبَّ منْ بخيلٍ
هنا له ماضٍ
ولن يتبخَّرَ

فاجأهُ الموتُ
كان فصلُ خريفٍ
سلحفاتي في بياتِها
والفراشَةُ شَرْنَقَةٌ
ذلكَ كلُّ شيىءٍ
ما هو
سوى رقمٍ في الهامشِ المُهملِ
من دفترِ التاريخِ

يخافُ من العَتَمَةِ
صغارِ الديدانِ
الحشراتِ
يختنقُ من الأماكنِ المُغْلَقةِ
يعشقُ الفضاءاتِ الرحبةَ
تحليقُ العصافيرِ حولهُ
والفراشاتِ

ما أجملَ الراحةَ بَعْدَ تَعَبٍ
وما أروعَ العطشَ
وأنتَ مدرِكٌ أنَّ هناكَ في نهايةِ الدَّرْبِ
ماءٌ سلسبيلٌ

زَفُّوهُ بثيابِ العُرْسِ
رَقٌوْهُ
من أعينِ الُحُسَّادِ
منذرا جاء رحيلهُ
لا بشيرا ليوم آتٍ
في فمهِ كانتْ زهرةُ دفلى
ثم نَبَتَتْ الأعشابُ

جلسَ تحت شجرةِ الكينا
يداوي وَجَعَهُ
حدثَّهُ أيُّوبُ عَنْ مَجْزَرَةٍ
عن ناسٍ سُكَارَى
وما هم بسكارى
عن رغيفِ الخُبْزِ
كيفَ يشْنُقُ الجُوعَ ؟
وعن الكلمة ِ
كيف تخدعُ الجموعَ ؟
وعن النجوعِ
وكيف يُسَاقُ أهْلُهَا
إلى سوق النُّخَاسَةِ ... عبيدا؟

أعِرْنِي صَبْرَكَ يا أيوبُ
هل تقدرُ على دفع الثمنِ ؟!
ما هو اسْمُكَ يا ولدي ؟ تكلَّم
كل الأسماء مِلْكِي
إن لم تصدقْ
اسألْ شواهدَ القبور
زهورَ اللوْتَسِ ... طُيُورَ السّمَانِ
اسألْ الربيعَ
أقصِدُ ملَّتك ديانَتَك
عقيدتَك
ما تعبدُ

كُلُّنَا منْ آدمَ
وآدمُ من ترابٍ
أنا من قُتِلَ على الهَوِيَّةِ
لا على المصادفة
لأن لي صوتُ قابلةٍ
تسْحَبُ الفرحَ
بيدي كفنٌ
وبقلبي وهنُ العجائزِ
أمسح الخطايا
برداء المسيحِ
الذي تراهنوا عليهِ
وفاز به ... ذاك
ذو الوجهِ القَبِيحِ

خمسة أطفال فاتحة

بهائي راغب شراب




خمسة قلوب فاتحة
خمسة أزواج من عيون ناظرة
ملكوا بهاء الدنيا
هم النجوم الساطعة .
*
خمسة قلوب فاتحة
اقرأوا لهم الفاتحة
وجوههم أنوار حقل ناضرة
هم الأيام القادمة
و بذور أفراحنا الباقية .
*
خمسة أطفال مرّوا من هنا
يلهون فيما بينهم ،
يتبادلون أحاديث الفصول ،
ويضحكون للنكات الطاهرة .
حقائب الكتب العزيزة محمولة على أكتافهم
باب المدرسة أمامهم ، يستدعيهم إلى
طابور الفاكهة .
*
ماذا جرى ..؟
خمسة أطفال مرّوا من هنا
حلماً جميلاً
مثل همس الليالي الحالمة .
مرّوا كحفيف أوراق السرو المائلة .
كتبوا فوق الأرض أبجدية الوصول إلى
الصفوف الخالية .
صاروا تاريخاً لمدارسنا المثخنة .
*
خمسة أطفال مرّوا من هنا
لم يشعروا بعيون العساكر القاتلة
إذ يعُدُّون عليهم خطواتهم المتعجلة .
خمسة أطفال فاتحة ،
خمسة أزواج من أقدام متعثرة .
*
مرّوا من هنا .. صائمين
بعد السحور لم يقرأوا غير " الفاتحة "
و " قل هو الله أحد "
و " قل أعوذ برب الفلق "
و " قل أعوذ برب الناس " .

مرّوا من هنا ..
أجسادهم مطهرة ،
أرواحهم مستنفرة ،
يتعجلون الصعود إلى السماء ..
طيوراً حانية .
وأحقاد الغزاة تحاصرهم من الجهات الأربعة .
*
أين المفر ..؟
لا مفر الآن ..
بعد انفجار الزوبعة .
يا لهذه الوجوه الفاتحة ..!
رحلوا ..؟
تركوا ورائهم شوارعنا
يتيمة ، ثكلى ..
باكية .
رحلوا …
أثاروا من بعدهم العاصفة ..
تجول وتصول في صدور العائلة
تعيد إليهم صور المذبحة .
*
كأن لم يسكنوا صدورنا ،
كأن لم يكونوا قلوبنا ،
كأن لم يكونوا أيامنا الدافئة .
غابوا ..
وغيابهم فاجعة .
خمسة مرّوا من هنا ..
مرّوا سريعاً بروقاً ساطعة .
خمسة قلوب فاتحة ،
خمسة صباحات فاتحة ،
خمسة وجوه لخمسة أطفال
فاتحة .

 
قناديل الفرح

رشا السيّد أحمد




أيا ذاك الغياب
كيف لك أن تتربع في المسافات الفاصلة
كيف لسيفك الرهيف أن يعتمل فيينا
ويشعل اللّيل أرق كئيب

و أنت ياملاك الفرح .. الشفق .. المطر

من أخبرك بأني ألف امرأة تخرج من قلب الأساطير
لتدك بجحافل غيابك الدمشقية نهاراتي ؟
من أخبرك أني أناهض الحنين بحرفٍ
ليستكين بحر الشوق ؟

يا صديقي الهدهد

أخبر مقاصير البرتقال الغافية على الشطآن
تحت عرائش التوق ... قطوف يقتلها أرق
يصارع أمواجا ً تحاصر شطآناً لا تفيء

ألم يخبروك ... ؟

أني ثورة الياسمين
التي لا تستكين وأن طال الحصار
أني المد
الذي لا يهدأ حتى يصل لشواطىء السلام

يا لسحر الإطلالة على "وادي العيون"

أنبتت من شتلة بلون النجوم
غابةُ فستق أخضر
لا تنفتأ تشتعل جمالا ً كل يوم أكثر
يتفتق في جنباتها لجين العيون
يجري في العروق .. جداولا ً زلالا ً
ترهقني ...
وترهقني ....
مع تثاؤب الجزر أكثر

بالله دونكَ عني اليوم يا همسات الأبجدية

وتعالي إلي يا أساطير أوغاريت
أعزفي ملامح الياسمين تائهة بعيدة
خلف الأفق على أوتار قيثارة

أأنتَ نشوة الطوفان ...

بحيرتي بين طقوس الفقد
و عيونك ترمي بي لتسونامي
وهي تلوذ بزجاج النوافذ لجدران
سكنت في ظل الثلج

سأكون الموجة التي تغرق الطوفان

لأني أدرك أن عطر الياسمين يموج في قوافي
سهل السنابل المشاغب ... يقين
و زهر البرتقال يعرش في أوداجي يقين

وأن نأيت يوما ً بعيوني

بشموع ترقبي بين تضاريس تَفُوجُك إلي
حلما ً
سيظل شذا المنثور ..
زهر البرتقال نبض الفرح

قناديلا ً للروح

يقيناً
يقيناً


يقيناً .

♠ سفــــــــــر♠

إيمان عبد الغني

 

 

سأعيد السفر للمرة الثالثة
أكشفُ سِجل السنوات السبع
عناوينه صارمة
ليست مَهْدَأَةُ لأيولوس*
ليست موجعة كالأخبار
ليست سهلة كما يعتقد البعض!

سَيهجع الصَّوْلَجان
بتثاؤب الكهوف
وتُميد التخاريف للقاء الغائب
تُخّير الغريب بأصناف حلمٍ
تهزنـي, لأدخـل
أنظر كيف سأضيف لليوم ساعاتٍ أكثر
أنظر, سأُضّيق القارات بإبرة الرجاء

وأوّسع المساحات لزهرة الشمس

أنظر,ولا تصدق تلألأ الجنيات
إنهن لا يتقن الحياكة!

ســأرحل
وأهجر نصف الجناح
سأخلع التعب من كتفي
وأُلقيه في مثلث يأجوج*
قال:جنيتي, تفاصيلهم الشقراء لا تعنيني
دعيهم,يستعيرون قبعة الملاك
يتقمصون التفاصيل
يختبئون كالوعول
كالمثلث المقلوب
!
فلا تنمقي وجعي وتدقيه للعصافير نشوى
...

النسر الذهبي* أعلن استقالته
خذلني قبل المجازفة
قبل أن أهيئ الرياح !
وأنا أُقطعُ أوتار القيثار
تصير أناملي سهام
ويصير اللحن شجن
تُرى كيف السفر بنصف جنـ..؟
القلم لا يرتدع والحروف لا تستقيم

سأرحل
وحدي أُكمل رِحلة السقوط
والفهم يتيم لا يفك المعادلة
أنت المستحيل
والحكمة تقول:ستنهين ما ابتدأتِ
ويبدأ البعض من حيث ما تنتهين!
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أيولوس*:حسب الأسطورة,هو ملك الرياح يحبسها في كهف من الجبل.
النسر الذهبي*: رمز يوضع فوق الصولجان


تحت الصفر

أميرة عبد الله


ألعق العثرات من على أصابع حظك ،
ملهمي ..يا أنت !!
يا شريداً على طرقات البلايا
أم إن البلايا شريدة على طرقاتك ؟؟
أصبغكً بألوان لا يغيرها التمرّد
ملايين المرات..
أضربْ تضاريسك المشوشة
بمجرات سريعة الاشتعال
فلا تحترق... !!!
لمَ لا تعطب يا رواية شهقتها حتى طحنتها دواليب الوله
وغازلتها رطوبة جَلَدي المزعومة ! ؟؟
كم من ريح خذلتها ..؟
كم من صاعقة خانتها جنباتك ..؟
كم من أمنية لي بكرا لا زالت معلقة على جدرانك تحتضر ..؟
يا ملهمي ..يا من تتنفس الوباء من
بين أصابع لوثتك الأوثيلية..
عد ما شئت من أرقامك غير المنتهية ستجدها
تحتَ الصفر يا وشاية جمدَت أطرافي !!
تشمعت فيَ الحياة ولا زلتً تفركُ لوعة بأسى
تخاطب ساحات فؤادي المكتظة
بأقلامك السوداء الموجعة
كأنت.. ..!!!


قصيدة للشاعر:

عبد القادر أمين


أسِيرًا كُنْتُ مُذْ كُنْتَ الأسِيرا

سَجِينٌ حَلَّ فِي جَسَدَيْنِ زُورا

تَعَانَقَ جذْرُهُ فِي الأرْض حَتَّى

رَأيْنـَـــا فرْعَهُ فِي الأفْقِ نُورا

وَمَنْ كَانَتْ لَهُ دُنْيـَـــاهُ سِجْنًا

تَبَدَّلَ صَدْرُهُ قفَصــــــــًا كَبيرا

تَشُدُّ وَثَاقَهُ فِيهِ الْهُمـُـــــــومُ

فَمَا اسْطَاعَ الشَّهيقَ وَلا الزَّفِيرا

يُسَائِلُنِي صَغِيريَ يَا أبَانــَــا

هَل الأوْطانُ لا تَحْمِى الأجِيرا ؟

فَتَشْرَبُ مِنْ دِمَانـَـا كُـلَّ لَيْــلٍ

وَنُحْرَمُ مَاءَهَا قَسْــرًا بُكُـــورا !

أمَا إنِّي أنَاجِيـــــــكَ افْتِخَارًا

أنَاشِدُكَ الْحَقِيقــَـــةَ وَالضَّمِيرا

فَهَلْ نَاءَتْ بِنَا الأحْمَالُ يَوْمًا

جُنــُـــــودٌ نَحْنُ مُذْ كُنْتَ الأمِيرا

فَتَأمُرُ تَلْقَنَا رَهْنـــــــًا لأمْركْ

وَتَلْقَى اليُسْرَ لوْ تَخْشَى العَسِيرا

وَهَلْ كُنْتَ الأمَانَ لِمَا أهَبْنَا ؟

أيَا وَطَنِي وَهَلْ كُنْتَ الهَصُورا ؟

وَمَا لِيَ لا أرَاكَ اليَوْمَ حُرًّا ؟

وَعَيـْــنُ القَوْم تَعْتَقِلُ المَسِيرا

نَعِيشُ حَيَاتنا فِي الأسْر صَبْرًا

لِيُطلِقَ أسْرُنَا وَطنــــــــــًا كَبِيرا

وَنَرْقُبُ فِي سَوَادِ الليْل فَجْرًا

يُدَاعِـبُ فِي الرُّؤى قَمَرًا مُنِيرا

وَنَحْمِلُ فِي حَنَايَانَا الْعَطــَـاءَ

وَنَصْنَـعُ مِنْ جَمَاجِمِنَا الْجُسُورا

أقَطِّرُ مِنْ عُيُون المَاءِ قلْبِي

وَأحْمِلُهُ رضًا غَدَقــــــــًا نَمِيرا

سَأجْعَلُ رَاحَتِي طَحْنَ الرَّحَايَا

وَأمْزجُ حَبَّهَا مِسْكًا فَخــُــــورا

فَأنْتَ العِشْقُ يُمْرضُهُ الجَفَاءُ

وَمَصْلُ الوَصْلِ قدْ يُحْيى العَشِيرا

تُنَازعُنِي هَوَاكَ النَّفْسُ حَتَّى

تَقَاتَلْنــَـــــــا وَلَمْ نَلْقْ المُشِيرا

كَتَبْنَا الْحُبَّ فِيــــكَ مُجَلَّدَاتٍ

أتَأبَى أنْ تُسَطـِّـــرُنَا سُطُورا !

فَدَيْتُــــكَ يَا مِهَادِي كُلَّ غَالٍ

وَقُمْتُ اللَّيـْـلَ مُبْتَهِلًا صَبُورا

أنَخْتُ جَوَانِحِى ورأيْتُ نَفسِي

رِكَابــــًـا عِنْدَ عَتْبَتِكُمْ دُهُورا

وَقُدْتُ مُشَمـِّــــرًا قَلْبِي إلَيْكَ

لِنَمْضِى نَحْوَ غَايَتِنَا سُرُورا

فَمَنْ كَانَتْ لَهُ الأوْطَانُ مَهْدًا

تَطَاوَلَ فِي العُلا غَيْمًا مَطِيرا

وَأنْبَتَ مِنْ سَحَائِبِهِ الفيَافِي

فَأوْرَقَ غَرْسُـــهُ وَرْدًا نَضِيرا


قصيدة للشاعر:

خالد سرحان الفهد

 

 

هاتِ وصلا ً

هاتِ وصلا ًكما عرفناكَ جودا واشتهيناكَ ناضجا ًعنقودا
واستعرنا من الحقيقة وهماً وخـــــــــــــــــــيالاً مُحبباً منشودا
وسألناكَ والطيوفُ توالتْ مــــــــلأت ما على الرياض نجودا
هاتِ من خمرة الشفاه كؤوساً لاكما تعرف الأنامُ الخودا
ليس من عادة الحياة إذا ما أدبــــــــــــرَتْ,أَنْ بما نحبُّ تجودا
كم بعُدنا عن الغرام لوهمٍ وطلبنا من العديم الخلودا
وعذلنا المؤمَّرين لعشقٍ وقتلنا أيائلا ً وأسودا
قتل الحبُّ حامليه ,بحبٍ لاكما يقتل الجنودُ , الجنودا
هاتِ قتلا ًإذنْ فأنت حبيبي لا تـُقِمْ لي بما أتيتَ حدودا
كم من الموت أسعفتْ طعنةُ الحـــــــبِّ يا سيدي وأحيت بنودا


اختيار وقراءة - عواطف كريمي


أحْبَبْتُ فيكِ صراحَةَ الصبّارِ



خالد شوملي

أحْبَبْتُ فيكِ صَراحَةَ الصّبّارِ

وَبَراءَةَ الصَحْراءِ وَالنُّوّارِ
حَتّى السّكوتُ على شِفاهِكِ حِكْمَةٌ

فَالشَّمْسُ تُكْسَفُ في ذَرا الأقْمارِ
وَكَرامَةُ الثُوّارِ فيكِ تَشُدُّني

نُبْلُ الْفِداءِ وَرَمْزُ كُلِّ فَخارِ
الليْلُ زَيّنَ شَعْرَهُ بِنُجومِهِ

وَأنا أُكَلّلَهُ شَذا أشْعاري
في قَهْوةِ الْخَدّيْنِ سُكَّرُ فَضَّةٍ

وَفَمُ الْقَصيدَةِ جَمْرَةٌ مِنْ نارِ
وَالشِّعْرُ مِثْلُ الْغَيْمِ يَحْمِلُهُ الْهَوى

حُرّاً يُحَلّقُ فَوْقَ كُلِّ جِدارِ
يَعْلو وَيَرْقُصُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِنا

مُسْتَهْزِئا بِالْقَيْدِ وَالْأسْوارِ
ذِكْراكِ لَمْلَمَتِ الْفُؤادَ فََقَشُّهُ

هَشٌّ إذا لَمْ يَحْتَرِقْ بِشَرارِ
فَاسْتَيْقِظي حُلُماً يُبَشّرُ بالنّدى

بِرَبيعِ حُبٍّ مُزْهِرٍ مِعْطارِ
رُشّي رَذاذَكِ فَوْقَ صَدْرِ حُقولِنا

فالشَّوْقُ مِثْلُ الشَّوْكِ والْمِسْمارِ
لا تَطْرُقي الأبْوابَ في وَجْهِ الْفَتى

ما كُنْتِ قَدْ غادَرْتِ قَلْبَ الدّارِ
هَيّأْتُ روحي لِلشّتاءِ فَما أتى

مَطَرٌ يَفيضُ هَوىً عَلى أشْجاري
كَمْ تُهْتُ مُتَّهَماً بِحُبِّ سَحابةٍ

بَخِلَتْ عَلى الْبَيْداءِ بِالْأمْطارِ
وَلَمَحْتُ نَحْلَتَها تُغادِرُ رَوضَتي

يا لَيْتَها حَطّتْ عَلى أزْهاري
وَعَزَفْتُ ذِكْرى الْحُبِّ مِنْ وَجَعِ الصّدى

كَمْ آلَمَتْ ألْحانُها أوْتاري
هذي الْقَصيدةُ طائرٌ وَسَفينةٌ

أنْتِ الْمَدى وَجَناحُهُ وَبِحاري
أبْحَرْتُ في لُغَةِ الْعُيونِ فَلَمْ أصِلْ

في سِحْرِها لا يَنْتَهي إبْحاري
ما أوْسَعَ الدُّنْيا بِمُقْلَةِ حالِم ٍ!

هَلْ تَلْتَقي بِبِحارِها أنْهاري ؟
وَكَمِ اقْتَرَبْتُ مِنَ الْقَصيدَةِ حائراً !

ثُمَّ ابْتَعَدْتُ مُبَعْثَرَ الأَفْكارِ
وَأَعَدْتُ تَرْتيبَ الْحُروفِ مُجَدّداً

فَقَرَأْتُ ما بَيْنَ الرَّمادِ دَماري
فَأَدَرْتُ نَرْدَ الشِّعْرِ أرْجو حَظَّهُ

فَرَأَيْتُ بَدْراً ساحِراً بِمَداري
وَتَأَرْجَحَتْ مُدُني عَلى أمْواجِها

وَالْمَوْجُ عالٍ ساخِرُ الْأَطْوارِ
وَتَغَوْرَقَتْ مُقَلي بِبَحْرِ دُموعِها

قَلْبُ الطُّفولَةِ جاهِلُ الأخْطارِ
إنّي غَرِقْتُ على مَشارِفِ حُبِّها

وَتَحَطّمَتْ سُفُني مِنَ الْإعْصارِ
إنْ مُتُّ حُبّاً فَالْحَياةُ جَميلةٌ

يا إخْوتي لا تأْخُذوا بِالثّارِ
" إنّي أُحبّكِ " لَمْ أقُلْها سابِقا

لا لَنْ أبوحَ لِغَيْرِها أسْراري
خَبّأْتُ أشْعاري وَكُلَّ مَشاعِري

وَمُذَكّراتِ الْحُبِّ في آباري
بَعْضُ الْكَلام ِ يُصانُ حَتّى يَهْتَدي

ثَمَراً يَذوبُ على فَم ِ الْمُحْتارِ
فَهَمَسْتُ ثُمَّ صَرَخْتُ ثُمَّ أعَدْتُها

وَكَأَنّها تَحْلو مَعَ التِّكْرارِ
" إنّي أُحِبُّكِ " لَنْ أُقِرَّ لِغَيْرِها

فَهِيَ اسْتَقَرّتْ في صَميم ِ قَراري
قَدْ قُدَّ قَلْبي قَبْلَ أنْ دَقَّ الصّدى

إنّي أُحِبّكِ أنْتِ .. أنْتِ خَياري

اختيار وقراءة - عواطف كريمي

أتخفي هواها ؟؟؟

محمود سعادة 

 

أتخفي هواها والهوى منك ذائع ُ = وهل يفضح العشاق َ إلا المدامع ُ

بنفسي َ من جاذبته ُ العشق والهوى = ومن هو في قلبي مقيم وراتع ًُ

لقد جمعتنا أربع ٌ وهي بلقع ٌ = فصارت جنانا من هواك المرابع ُ

ترسّخ في قلبي هواها وحبها = " كما رسخت في الراحتين الأصابع ُ "

وقالوا تسلّى عن هواها وحبها = وأن سلوّ الخل للخل نافع ُ

فقد باع عشاق ٌ وأنكر ذو هوى ً = وهل في هوى الأحباب نُكر ٌ وبائع ُ

فبورك ربع ٌ قد تخلل خافقي = فلا أنا ذو توب ٍ ولا الربع قانع ُ

يضج فؤادي من هوىً ذي تشعب ٍ = وتعجز عما قد حوته الأضالع ُ

بنفسي بلاد ٌ كلما فاض حبها = تنازعني فيمن أحب المواقع ُ

وأذكرها والليل يسدل ستره ُ = فيبدي لساني الحب والقلب خاشع ُ

إذا غبت عنها ذات يوم رأيتني = كأني غريب ٌ في المقابر ضائعُ

ويجذبني حبي إليها فأنثني = ويحفزني حب ُّ الثرى فأسارع ُ

كأن تراب القدس قلبي ومهجتي = تنادي فيأتي نحوها وهو خاشع ُ

وعنها إذا ما أنشب الغدر ظفره = بمسجدها الأقصى نهب ُّ ندافعُ

لسوف يرى الأوغاد أنا نحبها = وتثبت هذا الحب َّ منا الوقائع ُ

سيأتي رجال القدس يأتي شبابها = وتأتي نساء ٌ حصنتها البراقع ُ

فلا ترتجوا الحكام نصرا فإنهم = سراب ٌكما تدرون– والله– خادع ُ

لقد ضيعوها ثم ناحوا لأجلها = وما ثًمّ إلا كاذب الوعد مائع ُ

فلسطين ُ أرض ٌ لم تر العين مثلها = ولا اتفقت إلا عليها الشرائع ُ

أنتركها يلهو بها كل غاصب ٍ = ويحكمها هذا الزنيم المخادع ُ

وليس يعيد الحق َّ إلا مهند ٌ = وليس يرد ُّ الكيد َ إلا اللوامع ُ

ولا يُسمع ُالطرشان في الحرب والوغى = ولا يلجم الباغين َ إلا المدافع ُ

فما كان يبني المجد إلا ظباتُها = ولا عُرفت إلا بهن الصنائع ُ

ولا يطرب الأسماع إلا دويُّها = ولا ترتضى إلا بهن الذرائع ُ

فكم صرخت أفواهنا دون صوتها = فلا الخل ُّ لبّانا ولا الغدر ُ سامع ُ

فإن زغردت لبــّاك خصم ٌ معاند ٌ = وجاءك يسعى تائبا وهو راكع ُ

فلا تقطع الأيام للسن قارعا = ولا تنقضي الأعمار والهام خاضع ُ

ألا إن قوما لم يحدوا شفارهم = غداة الوغى إلا كما الآل ُ لامع ُ

ومن يرج ُ حقا بين ناب ٍ ومخلب ٍ = بغير دم ٍ فالحق ُّ لا شك َّ ضائع ُ

غدا يعلم الأوغاد بطشي وقوتي = ويعلم أهل ا لبغي ما الله صانع

اختيار وقراءة - عواطف كريمي

عيناك كالبحر

للشاعر خالد محمد عمر بامحمد

 

 

عيناك كالبحر تاهـت فيهما سفـني...والجفن ُكالشـاطئ الممتد يأسرني
والشعرُ من ذهـب ٍتصفو ضفائره ُ...كالشمس في مطلع ٍيخلو من المزن ِ
بيضاء ُ كالبدر في ليل الدجى سئمت ْ...كل النجوم إذا جارتك من وهن ِ

أخجلت ِعيني بكأس الحسـن كم شربت...إن زدتـها عطـشت..نهرًا من الفتن ِ

يا زهرة ً غــربة ُ الأوطان تـُدمعها...لا تيأسي تعبًا .فاليأس يقتلـني

إن شئت ِأفنيت روحي في الهوى سكنًا...الأرض ظلي فننسى غربة الوطن ِ

لا لا يضيق ُ الفضاءُ الرحب بالأمـل...هيـا إلي ّ تعالي..واسكني بدني

وحطمي كل قيــد ٍ بات يــُبعــدنا...فبــذرة الحـب لا تحي ّ بلا ثـمن ِ

إلى متى زهرتي نخفي مشاعرنا...فالعشـق كالنور ما أحلاه في العلن ِ

الروح مسكنهُ..والقلب ُ يـُـشعله ُ..والعين تسْكرُ صوت العشق في الأذن ِ

والجسـم يرقى سحابًا لا سماء له ُ...والعمر ليس بأعـوام ٍ ولا زمـن ِ

هــذا هـواك أجاد الطب في سقمي... فكلما اشتــكـــيه الجـــرح ضمدني

حبيبتي لا أنام اللــيل من أرق... فالشوق كالجمر بالجفنين يــُـسهرني

بالله قـــولي بملئ الفــّم أرقبــها ... قــــولي أحـبك ..عــلّ النوم يألفني

الاثنين، 6 فبراير 2012

06-02-2012








الأبيضـــــان
زيـــاد هديـــب












تقولُ الأحجيةُ
عينانِ على الشَّفير
كم بقِي من سُلَّمِ الوقت؟

يقول الغريب:رقصة الطَّنينِ وخبرٌ كاذب
سأدَّعي بعد عامٍ
بأّني عثّرتُ على قدَمي في مساربِ الرّيح

قال الحبيب: نصفٌ لي
فعلَّمَهُ الغُرابُ كيف يطير
كان البحرُ سعةَ الإناء
لم أرَ شجَرةً خرساء

قال البعيد: أنا أقرَبُ النُّجوم
والمرايا لا تمنحُ أسرارَها إلّا لِمن يُصّدِّقُها
..سّلِسٌ أنت
تقتَحِمُكَ عينُ البَلهاء
تحملُ الماءَ على أطراف أنامِلِك
يسافرُ اللَّونُ في الصَّيف

قال الحكيم: قدمكَ في حنايا الماء
الجهلُ كتابُ المغفرة
توزِّعُ الغانيةُ الهدايا لأنَّها لم تدفع ثَمنها
يحتلُّ الخلخالُ ركناً في هواء الكون

قال الحليم: ما قُلتَهُ جَليٌّ
ابحث في عناقِ الماء العشبَ عن صوتك
يسع القلب ما تحتَهُ
وما فوقَهُ ضاقَ بهِ
في أعراس الطُّيورِ لم أكن إلّا شاهداً
لأني خُلِقتُ بِلا جناحين
كان كُلُّ شئٍ متاحاً

قال الغبي: لا أمِلك شيئا
هي شهيق الجِبالِ في أجِنَّةِ الرّيح
هو سحابٌ تقاسَمهُ المشّرَدون

قلتُ: أنا..دون كيشُوتْ
الَّذينَ يَغرِسونَ الأقحوانَ في هديلِ القُلوب
يعلمونً أن الكلابَ لا تكتُبُ شعراً

قالها البحرُ, وألقى عصاهُ في موج الكَثيب
وكنتً حينها لا أعقِلُ الماء
فَضَمَّني إليه
منذ أدركته
صار أبي
أحجُّ إليه كلَّما كنتُ فيَّ
وكلَّما كان..ديمةً َ تقرأ الشَّاخصينَ
آخرَ النَّجوى
كان القوسُ هِلالاً
وبعضي قد اكتَمَل
أوَّلي في آخِري
كأوّلِ الحروفِ
بكاءِ الشَّفّق
لم أزلْ في أخمصِ الكَلامِ.. شَجِيّا
كساقيةٍ تُراقِصُها العَصافيرُ
أحمِلُ قُلوباً من ماء
أنهمر من ثقب الغيمِ على وجه القمر
تصعدُ فيَّ الرّوحُ أريجاً
كلما انحنيت أكثر
ليت الطَّريق تنحني
كي تمُرَّ مواكبُ القادمينَ
مَن نَثَروا على دروب الحالِمينَ
قلائد من جلنّار
كأني أدنو من قمحي المنذور
ينسِلُ الحَريرُ من رِقاب الموؤدينَ
قريباً من الأرض
تهتزُّ شِباكُ الصَّيدِ..كالنَّزع الأخير
بعيداً عن البحر
يطير البياضُ من فساتين الزَّفاف
يأتي البحر
بقّضِّهِ وقّضيضه
مهاجراً

قال:هكذا بين دقتين من ساعة
نموت...ونحيا

قلت: الأبيضُ للحياة
الأبيضُ للموت


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
De. Souleyma Srairi










عِنايةٌ مُركَّزة !
محمد مثقال الخضور













تَستيقظُ الأَلوانُ حولَنا . . الفواتحُ أَوَّلًا !
الغوامقُ تنتظرُ الفواجعَ والحوافّْ .
نحنُ الخَواء الذي يَشتهيهِ الصدى . .
الغرائب التي يكرهُها البياض .
يَقِفُ على أَطلالِنا المكانُ . .
ونفتقدُ أُمَّهاتِنا في الليل . . !

الطُرقُ التي أَعدَّتْها لنا النوافذُ . .
لا يَمشي عَليها . . سوى النظرات !
تتراكمُ فوقها العتماتُ التي تَطرُدُها البيوتُ . .
والأَيَّامُ التي تنتظرُنا خارجَ السور .
لا يجدُ الخريفُ له وطنًا على أَشجارِها المَيِّتة
يَتَسلَّلُ إلينا مِن شُقوقِ الوقتِ . .
فـ نَصْفَرُّ . .
وواحدًا . . واحدًا . . . نَسقطْ . . !

في هذا الركنِ المُتدَلِّي مِنَ الكونِ كَعُنقودِ العِنب . .
الجاذبيةُ تُحدِّدُ مَوعِدَ القِطاف . .
تُوزِّعُ الهَواجِسَ على اللحظاتِ . . والملامح

السفنُ مناراتُ النوارسِ !
الأَلوانُ مناراتُ البشر . .
الأَبيضُ للقتيل . . !

النافذةُ نُجومٌ مُكَفَّنَةٌ بالبريقِ . .
تُغادِرُنا في الصباح !

المزهريةُ بَرزخٌ بينَ تُربَتيْنِ . .
عليها أَنْ تُكثِرَ مِنَ الماءِ والأَيَّامِ . .
وأَنْ تَكونَ أَكثرَ أَناقةً في صُنعِ الذُبول !

هكذا نحنُ . .
كُلَّما دارت الأَرضُ حَولَنا . .
نُصادِقُ الأَمكنةَ التي تَأْوي إِلى نافذتنا . .
نُبادِلُها الصمتَ . .
نُلوِّنُها بِالأُمنيات . .
وتَتْبَعُها نَظراتُنا على الطُرُقِ . . حينَ تَهْرُبْ !


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



De. Souleyma Srairi






 






مــــاء العطش/ فؤاد محمود











لاَ صوتَ فوق الموج يعلُو..
لا هديرَ سوى صدى الرُّوح المكسورِ ِ ..
فامنح خطوتـَك الحرامَ شراعَا .
عسى أنْ نلفَّ صمت َمرحلةٍ تمرُّ ..
لتعْــلُقَ .
فنذيبُ على أصابع الأسَى الشموعَ
و صوتُ " فيروز " إِذْ يفرّقنا
مدنا بلا ريح ٍ ..
و شتاةً بلا عناوين سفرْ .
ما جاء منك.. من خطوك
عربون ما لا يرى..
ظلامٌ لدجَى
يبسط للريح الثنايا ،
و القلب تفاحة .. و خوْف ْ .
فيا إله الشَّمس أيْن دفؤك ْ؟
و يا أباريقَ القلب أين ماؤكْ ؟
و يا دجى النَّفسْ أين ضياؤك ْ ؟
إِنَّهم من هنا فاتوا ..
هنا مَاتُوا ..
لم يتركُوا لنا أيادي كيْ نلوِّح ْ ..
لم يتركوا للقلب نافذة كيْ يصيح
سكنتِ الرُّوح و فيها العناء ُ...
تلوكُ فراغ الحين ِ .
تمضي بددا سَغَب ْ .
ضياءٌ هو الضياءُ و لا أَحد ْ.
علاج ُروحي المتعبهْ ،
تعبٌ .. تعب ْ .
طائرٌ بدخانِ القصائدْ ..
عبق بروائح الصندلِ أو عيون الآخرين ْ .
حزينٌ حد َّ النخاعِ ،
الى أقاصي الآتين ..
وسَط ْ .
حائر..
و أنا على ضفافِ القلب أغنية ..
دما مزروعا
قمْحا.. و زيتونا أو رجاء ..
حطَّ على الذي لا يهدأ ُ .
ماتت في خطاه الكروم ُ والعنب ُ .
و انهمرَ حبا و أناشيد َ
و لا أحد ْ.. لا أحد ْ..
فيا إِله الشِّعر أين رداؤكْ ؟
ويا إِله الموج أين زبدُكْ ؟
ويا اله الريح أين قرُّ ك ْ ؟
ماتَ ليحيَ في قلوب القادمين ْ .
عاش في صحرائهم غصنُ .
قصبة عطشى و ماءْ
و هو انتظار ما لا يأتي
وهْو سكون الليل ،
نرجسة القبر،،
ولا رداءْ ..
فيا أيهذا المقذوفُ مع تباريح الفجرْ ،،
خارطة لجسد ْ .
ناعم أنت كما الندى
تشبهني ..
تعجنني ..
تخبزني ..
تأكلني ..
و أنا إِلى التراب اذ يثور ُ
وأنا إِلى اللَّيلك إذ يغني .
أو يصفق شامًا..
و نارْ .
هو ذا يرى و لا شكل َ .
هو ذا يسمع و لا صوت . َ
هو ذا عينٌ عليَّ .
فأفقْ ..
نغما .. جدولا .. و ساقيهْ
و دعني أهيمُ وحيدَ الخطْب
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

De. Souleyma Srairi











رحلة إلى .. اللاّشيء / منار يوسف











يمرق طائر الوقت
في سرعة الحلم
ينقر أوتار الروح
أن أفيقي ..
قبل النهاية ,, بدمعة
كم من خطيئة طالت ذاكرة العمر
عندما ضلّ في التيه
و لم تسعفه وخزات الماء

كيف هو سيزيف الآن
و الأوليمب
. olempo قد تلاشى
من خريطة الحقيقة
هل يعرف حجم الفجيعة بعد ؟
و المسافة بين الوهم و اليقين
على امتداد .. فكرة

لازلنا نبحث في كهف المساء
عن طلاسم الشمس
نُحصى أنفاس الربيع
في كفّ الفصول الباردة
تنعكس ظلالنا .. خيوطاً
تتشابك في انكسار
يطربنا صدى الحرف النازف
حين يعانق الآهة
في ترنيمة نصر

نأخذ أنفسنا
كل يوم ..
في رحلة إلى .. اللاشىء
نعود مثقلين بأطنان خيبة
نتجرعها على مائدة الذهول
نحاول أن نثقب موجة عاتية
تدفعنا إلى صخرة الأمس
نتسلق مرارة الهزيمة
و منارة الياسمين
على بعد .. بسمة



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

De. Souleyma Srairi









زغرودة التاريخ/ إدريس الشعراني












وتلاشى عَلَقُ الشَّقاءْ
بعدما تشَبَّتَ دمي بِحُمْرَتِهِ
وحَلَّ مَوْسِمُ الزَّغاريدْ
زُغْرودَة
بَزَغَتْ بين شِفاهِ فَجْري
تَشُق سُمْك السَّماء
تَرْسو بين أَحْضانِ
شَمْسي السَّاطِعَةِ
تُضيفُ لَوْنا لأَلْوان طَيْفي
تَهْزِمُ* مَتاريسَ كَدَري
تَبْسُط أَرائكَ اللِّقاءْ
كان اللَّيْلُ عَبوساً
وكان فَرَحي
رَهينَةَ حُزْني
كان الصُّبْحُ يَكْرَهُني
والعصافيرُ تُغَرِّدُ الرِّثاءْ
وأَنا المَصْلوب
بين أَخْشابِ المَهانَةِ
تَحَجَّرَ دَمْعي
أَسِنَتْ هِمَّتي
في بِرَك الضَّياع
وهذه الحناجرُ
المُنْعَتِقَةُ من سُجونِ الصَّمْتِ
تُغَنِّي حُرِّيَّةً
مُبَلَّلَةً
بِرَحيق اليَاسَمينْ
ملفُوفَةً
بِأَلْحانِ“الشيخ إمام”
تُطْرِبُني
نَلْسَعُني
لأَحْمِل الخُطْوَة
الى رُبوعِ هَوِيَّتي
لاُطِلَّ على البَهْجَةِ
من ثُقْبٍ تاهَ عنّي
لأَفْتَحَ باباً
عَلِقَتْ بها
عَناكيبُ زَمني

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

De.Souleyma Srairi









نـــَــمْ بـِـقلـــبي/ فاتن أحمد














نَمْ بربيع ِ قَلبي

لن أدعْ يدَ النار ِ تُوقظك َ..

فذاكِرتي ..تَنْزِفُ أغصانَها

على مشهدِ وداعٍ

ويدي لاتزالُ تُلوّحُ للمسافر ِ


لم ْ تستيقظ ْ مِنْ رمادِ وداعٍ !! ..

لرجل ٍ يفهمُني كُــلّـِـي

حينَ أقولُ لَهُ اِقْتَرِبْ



وأقولُ اِبْتَعِدْ ..



أقولُ لَهُ أُحِبُّكَ


أَو أَكْرَهُكَ


أُعَانِقُهُ بجنون ٍ

أَو أَصْمُتُ كالموتِ ..

وأَعيشُ فَوَرانَ الذِّكْرَى ..

على قُدُورِ الشَّــوْقِ ..


نَمْ بربيعِ قـَلبي


فلنْ أَتْرُكَ الصَّـقِيعَ يَقْتُلُكَ

باق ٍ بروحِي كَألغاز ِ الكُنوز ِ..

خريطةً سرّيــة المنْشأ

سِرّية الوُصولِ ..

ثريــّــة العطاء ..

فَحِين ترحلْ

أقبّلُ كُل ما لمستْ يَداك َ..

وألملمُ كُل مَا تركتَ عليه ِ رائحتكَ

لأرُصَّهُ على رفوفِ طاولتي ..

وأَشرب ُ معه القهوة ..


نَمْ بربيعِ قـَلبِي

فعالمي ..

مِنْ كَوثرِ وُجُودَكَ ..
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



De. Souleyma Srairi









إلـى أُمّـيْ...ابراهيم طيار











أُمّي كَبُرتُ وظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني
كأنَّه البَعضُ مِنْ روحي ومِنْ بَدني
أحسُّهُ فيَّ فيْ صَمتي وفي صَخبي
وفي سُروري وأحزاني وفي شَجني
أغفو فيغفو معي بالهَمْسِ مُرتجِلاً
صدى حَكاياكِ قبلَ النَّومِ في أذُني
يَزورني في الرؤى طيفاً فأحضُنهُ
بكلِّ ما فيَّ مِنْ شَوقٍ و يَحضُنني
يَبكي مَعـي حينما أبكي على زمنٍ
دَفنتهُ تحتَ أنقاضٍ مِـنَ الزَّمنِ
******
يلومُني فـيكِ يـا أُمّـي فأعـذرهُ
على المـَلامةِ لـكنْ ليـسَ يَعذرني
عَيناهُ بحرانِ مِـنْ شكٍّ ومِـنْ قلقٍ
ودَمعُ عينيهِ مـثلَ الـمَوجِ يُغرِقني
وصوتـهُ سابـحٌ حولي ككوكبةٍ
مـِنَ المَحاذيرِ تَنهاني و تأمـرني
يلومني فيكِ يا أُمّـي وليس مـعي
عذرٌ سوى أنَّ أوجـاعي تُمزِّقني
سَفحتُ في كـفِّهِ دَمعي ليسأَلهُ
عَـنِ الإجابةِ لـكنْ ظـلَّ يَسألني
لِما كَبُرتَ..؟ أنا..! هُمْ كلُّهمْ كـَبُروا
فمَنْ يُحاسِبهمْ أو مَـنْ يُحاسِبني
كُنَّا ندور مَعاً في خيطِ سُبْحتِها
مِنْ أوِّلِ الصَّحوِ حتَّى آخرِ الوَسنِ
ثمَّ انفرطنا و مَـا زالـتْ أصابِعُها
تُقبِّلُ الخيطَ في شَوقٍ و في شَجنِ
هـي السِّنينُ الَّتي تمحو مَلامحنا
يا للقبيحِ الَّذي يأتي على الحَسَنِ
كَبُرتُ حقَّاً..! أرى وجهي فأُنكرُهُ
وحينَ أسألهُ : مَـنْ أنتَ؟ يُنكِرُني
كَبُرتُ حقَّا..! وأظفارُ الأسى حَـفرتْ
في سَحنتي ألفَ تذكارٍ مـِنَ المِحَنِ
كَبُرتُ حقَّا..! وشابتْ فيَّ ذاكرتي
حـتَّى صَحا الطِّفلُ في روحي فذكَّرَني
******
أمَّي أضعتُ طريقَ البيتِ في طُـرقٍ
تلتفُّ مـثل الأفاعي داخلَ المُدُنِ
أعْدو وراءَ أمـانٍ لا مكانَ لـهُ
ومِـنْ ورائي أشباحي تُطارِدُني
أبكي عَـليَّ فـلا يبكي مَـعي أحدٌ
في غُربتي أو يواسيني و يَسمعني
هذي بـلادٌ بـلا قلبٍ قَتلْتُ لها
قلبي الَّذي كـادَ بالأحزانِ يَقتلُني
رميتهُ عندَ رِجليها فمـا رضيَتْ
وبعتها كلَّ أحلامي بـلا ثمنِ
هذي البلادُ المَنافي لستُ أعرِفُها
ولمْ تكنْ قَـطُّ يا أمَّاهُ تَعرِفني
*******
أُمّي و أُمّي و أُمّي كـيفَ أعزفـها
على فَـمي نَغماً في السِّرِ و العَـلنِ
هَلْ تَسمعينَ دَمي يَهتزُّ في جَـسدي
مِـنْ وَقعِها حينما تهتزُّ في أُذني
إنِّـي أعـودُ إليكَ اليومَ مُنكسِراً
أحـبو إلـيكِ وأشواقي تُسابقني
عصيتُ قلبي سنيناً في رضـاكِ فهلْ
جنَّاتُ عَـدْنٍ علـى كفَّيكِ تقبلني
مُدِّي يديكِ أنا أطفو على ألمٍ
كالبَحرِ يَلفظني حيناً ويَبلعني
مُدَّي دَعاءكِ عندَ الفَجرِ أشرعةً
بَيضاءَ يرفعها شَوقي على سُفني
مُدِّي وشاحكِ شطآناً ألـوذ بها
مِنْ غربتي عنكِ يا داري و يا وطني
مُدِّي إليَّ ولو نعشاً ولو كفناً
يا مَنْ تمنَّيتُ لو منديلها كَفَني
و عانقيني أنـا روحٌ بـلا جسـدٍ
و أنتِ آخـرُ فِردوسٍ يُعانـقني









أُمّي كَبُرتُ وظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني
كأنَّه البَعضُ مِنْ روحي ومِنْ بَدني
أحسُّهُ فيَّ فيْ صَمتي وفي صَخبي
وفي سُروري وأحزاني وفي شَجني
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
De. Souleyma Srairi








مَوعِدٌ مع النَّـارِنـج
دكتور محمد الأسطل




في غَفلةٍ من الحُضورِ ..
تأتِي فَجأةُ المَطَرِ
تأتِي لِيَتَحَولَ المـاءُ أعطافًا نافِرةً
تأتِي خِلسةً لتُعانِقَ الظِّلَ المُسافِرَ
تأتِي لِيَعبُرَكِ البَحرُ تُفاحةً

شيءٌ ما تُدَفِئهُ نَظرَة
ولحظةٌ تُطِلُّ بِأدغالٍ غَفِيرة
وهّاجةً تأكُلُ بَعضَها
تُرى من أشعَلَ كَرمَةً في دِماغِي ؟!
ما مَعنى أن أكُونَ شَفَقًا بِنَكهَةِ النّارِنجِ
عاشِقًا أحمِلُ في قَلبِي أرجُوان؟!
أيَّتُها الأبَديّةُ :
امنَحِينِي نِصفَ نَظرَةٍ ..
عَلى سَرحَةٍ شَدِيدَةِ الإيحاءِ
أو
امنَحِينِي مَعبَدًا يَشرَبُنِي حَتى الكُسُوفِ
آهٍ كَم تُرهِقُنِي إيماءاتٌ لا تَنام
تُرهِقُنِي تاءُ الخَجَلِ أكثَر
سلامٌ عَلى مُشمُشٍ صارَ سِربًا مِنَ الكَلِمات

يا سَيِّدةَ القُرُنفُلِ المُعَبَّإِ بِالظِّلالِ :
ها أنتِ تَقتَحِمِينَ لُجَّتِي استِعاراتٍ قُرمُزِيّةً
تَسرِي ما بين الذَّاكِرةِ وصَخَبِ اللازورد
تَلِدُها دَوائِرُ مـاءٍ
تُسافِرُ عَلى زَورَقٍ من لحمٍ وزَيزَفُونِ
مَطَرٌ يحكُمُ عَلينا بالتَّماهِي
ومِن صَفاءِ رُوحِكِ يَتَهادى وَحيُّ هذا القَصِيدِ
يُعَسكِرُ شَفافًا أسفَلَ فَمِي
كَما يَشاءُ يَستَبدِلُ صَرِيفَ المَسافَةِ
حَيثُ لا زَغَب
رِيحٌ تُمَسِّدُ الغَيمَ برِيشِها
حَتمًا سَيَلُوذُ البَرقُ بِالفِرارِ
حَتمًا سَيَتَساقَطُ النُورُوزُ المُعَتَّقُ بِالشِّتاءِ
طافِحًا بِالعَطَشِ المُقْمِرِ بِالرُّواءِ
أكسِرُ ظِلاً تَدَلى من خاصِرةِ الغِّيابِ
أفتَحُ مَقصُورَةَ الحَواسِّ
ومضَةً اسمُها وِلادَةُ قِندِيل
أشرِعِي أبوابَ الهَوى
أشرِعِي أشرِعِي

كما البَحرُ يَسكُنُ الأرضَ
أتَنَفَّسُ الصُّعَداءَ بِرِئَتَيكِ
سَيَتَجَعَّدُ الغَيّمُ إذا ما تَنَهَّدتِ
وتَسِيلُ السَّماءُ أكالِيلَ زُرقَـةٍ
عَلى امتِدادِ الأفُقِ يَتَطايَرُ المَساءُ ..
لُغَةً ناضِجَةً
تَحتَفِي بِأناشِيدِ الغَجَرِ
هُوَّ الحُبُّ كالحُلُمِ
يَتَجَدَّلُ رافِعَ اليَدَينِ
كَما الوقُوفُ دَهشًا عَلى تَكاثُرِ الضَّوءِ

بِرَفافَةٍ يَنعَكِسُ عَلى مَحيّاكِ الهَوى
نَداوَةً تُحِيطُ بِعالَمِي النّاشِبِ
تُمارِسُ المَدَّ
تَرتَدِي مَياسِمَ الدُّراق
ويكَأنَّنِي بَحرٌ مُغمِضُ العَينَينِ !
أمتَهِنُ الكَمَنجاتَ اللاهِثَةَ
كأنَّ حُورِيَّةً تَنبَعِثُ مِن لُجَّتِي ..
زائِرَةً تَحمِلُ الزُّرقَةَ
هُنا ..
يَتَجَمَّعُ المَوجُ عَلى راحَتَيكِ
يَنظُرُ مُتأرجِحاً كأنـَّهُ بَحر !

خِلتُكِ شَعبًا مِنَ الأطيار
جآجِئًا يَكسُوها مَطرُ
بِمَحضِ إرادَتِي أُشاكِسُ مَجازاتَ العُبُور
وهَذا الشَّفَقُ يُمارِسُ الشِّعرَ ..
لِتَنتَشِيَّ الفِكرَةُ فِي دَمِي
كَتِلمِيذٍ يَرَوِّضُ العاصِفةَ
يَؤوبُ النَّحلُ مُضَرَّجًا بالحَفِيف
كُلُ الأشياءِ تَنهَضُ
العُشبُ يَنهَضُ
اللَّونُ يَنهَضُ
النُّعاسُ يَنهَضُ
مُنتَصَفَ اللَّيلِ يَكبُرُ راكِضًا نَحوَ القَفِير

عَلى مُفتَرَقاتِ الظِّلِّ تَمطُرُ الدُّنيا حَكايا
تَنبُتُ الرُّوحُ فِي المَرايا
كَخَفقَةِ أوزَةٍ تُطارِدُ نهرًا فِي العِراق
وَشمٌ يُطَرِزُ جَذعَ الاحتِمالاتِ
فِي العاشِقَةِ هُطُولاً سَتَزُورُكِ النَّجوى أغانٍ
فِي دَلالٍ يُشبِهُ الإيقاعَ
وقتَها ستَخلَعُ الهِندِباءُ بَراكِينَها
ويَنبَجِسُ اللَّونُ مُتَهَدرِجاً بَينَ الحُقُولِ
رَبِيعًا يَحشُدُ طُيُورَهُ
نَزِقٌ أنا كَمَضِيقِ هُرمُزِ
أتَكَهَنُ تـاءَ التَّفاصِيلِ
أقِفُ عَلى جَزِيرةٍ مَسقُوفَةٍ بالشَّمسِ
بِيَدِي نُورٌ وإكسِيرٌ
كَتَرانِيمٍ تَسقُطُ مِنَ الصَّلصالِ القَدِيمِ
حَكايا وأدِيـمٌ
وقِراءاتٌ مُثلى لِحَرمَلِ التَّكوِينِ
حَتمًا سَيَرتَعِشُ الماءُ فِي عَينِ البَعِيدةِ
بِالكادِ أرنُو
سأبقى ظامِئًا مِثلَ كأسٍ مَكسُورَةٍ بالثَّلجِ
قد أكُونُ نَدفَ تموز
قد أكُونُ شَمعَدانًا يَلعَبُ النَّردَ

امنَحِينِي أرخَبيلاً يُشعِلُ حُمى الرَّخِّ
أطفِئِي عَينَيكِ الشُّهلِ
انغَرِسِي في ذَرى الخَيال أكثر
هَذه الأعماقُ فَرادِيسٌ يَحرُسُها ( أنكيـدوا )
أو
هيَّ النّارُ تُشِّـيدُ أدغالَها
هارِبًا من اللَّيل الَّذِي تَزَوَّجَ العِتمَةَ
سأُهدِيكِ قِندِيلاً وشُرفَةً
سأنزَرِعُ في مُقلَتيكِ أشياءً مُتاحةً
تُرى ..
كَم نِجمَةٍ تلألأتْ لِهذا المَساء ؟!

كانَ يَكفِي أن تُرخِي ضَفائِرَكِ
وتُزَحزِحِي خَطَّ الاستِواءِ قَلِيلاً ..
لِتَسمَعِي أهازِيجَ ( دلمـون ) ماذا تَقُولُ !
أهٍ كَم مَرَّةٍ سَقَطَتْ سَمائِي ..
فِي شَطِّ العَرَبِ
والتَقَطتُها ..
والتَقَطتُها ...
والتَقَطتُهــــــــــــا .....







ولائم العشب ...
شكري بوترعة




كان العشبُ على العتباتِ
أكثرَ إلحاحا من ظلنا
ْو للروحِ المعطلةِ أبوابا ستُغلق
لقد صَدئت مفاتيحُ الفرحِ في أيدينا
و هذا دمُنا لا ينام
لكنه يدخلُ ألوانَ المشهد الشاحب
و يغدقُ عليه بالسواد
الدمُ أحمرَ أحيانا ….
عم مساء أيها الأحمر…
يا مسكين
اهدأ قليلا …
أنت أيها الطفل الذي ينامُ في دفتر الرسم
الذي…
ينامُ في وعاءِ القلبِ
عم وطنا أيها الحبق الشقي …
عم خِنجرا يا شقيق
اجعل الكلبَ خارجَ السور
كي تنامَ أجراسُ الطريق
أيتها اللغةُ التي تحركُ تحت أقدامِنا هذا الفراغ
كالرمال المتحركة تحت سرير المنفى
أيها القتلى
لم يبقَ غيرَنَا في هذا الممر
صرختُنا بعيدة …. دمُهُم لا يخجلُ من الدوران
و دمُنا سجينُ المخابر و الإبر
أيها الأحياء لم يبق لدينا حصانٌ واحدٌ
نراهنُ عليه في هذا السباق
عم دما يا زقاق
يا نحلةً تشنقُ العسلَ قبل فصل الخريف
و قبل حلول الخيول
و بعد فصل البكاء
ارفعي صوتَكِ يا فتاة في أغنية اليأس
في رجاحةِ الحزنِ عند نهاية المشهد
يا أرض أيتها المرآةُ الملوثةَ بالحبر
عم لا شيء أيها الشيء
الذي يحتضنُ الفجيعةَ و ينام
عم حذاء يا وراء …
يا قبر .. يا قديس .. يا شاسع
أيها الطين الذي يحملُ أوزارَ الطير
أيها الصوت الذي يجرحُ الحنجرة و لا يخرجْ
عمي صباحا أيتها القبلةُ القلقة
التي تنامُ على شَفَة العاشق
عم أيها الهلاك الذي يترصد
احتياطي العشب في واحة القلب
أيها البلد الذي القتلى فيه
أكثر من ساكنيه
ولكل عاشقَيْن قمر
أنت أيها الشئُ الغامضُ على مائدة الطعام
خذ حصتك من لحم الهزيمة
وادخل مكتوفَ الدم
لرجاحة الموت عند نهاية الألم
عم لا شئ أيها الشئ
خذ حصتك من الإنكسارات
و فتش عن لغةٍ تقاتلُ بها في الحروب
القديمة
عمي أيتها المرأة التي
تُشْغِلُ حيزا مهجورا في رقعة العاطفة
عم شيئا أيها اللاشئ
الواضح بعد الذبح
أيها الناسكُ الذي يعتصمُ بالظلام
و يبوحُ بشهوتة إلى ظهر المرآة
أيها القوس الذي يطلق سهامه إلى الخلف
أيتها الكلمة التي تَسْقُطُ من السطر و لا تتركْ فراغا
أنت أيتها الأنثى التي تقفُ في آخر الشهوة إقتربي
أيها الطفلُ الذي يُلقَّحُ ضد الإشاعة
التي تدين الملوك
أيها الملك الذي يُلَقَّحُ ضد النهار
يا إمرأة تروِّضُ العطر و الفصول
داخل الغرفة
كي يستريحَ العاشقُ من رائحة الندم
و الذكريات
نصيبُنا من الدنيا
زمانٌ من اللغة القديمة
أنهارٌ من الجنائز
نحن نقطعُ ساق الماء
حين تَشُقُّ صحراء ليالينا
و في الصباح تتجددُ في خلايانا
خلايا الهزيمة
….
سوف أكونُ أكثرَ جرأةً من البحر
حين يحترمُ الغرقى
يستقبلهم في أعماقه
و يشيعهم إلى الضفاف
سوف أكون أكثر جرأة
من طين الطوائف التي مزقتنا
و أشعلت النار تحت ثلج العلاقات
و ثلج الخيانات …
سوف أكون أكثر جرأة مني
و أصبُّ الفصولَ على بعضها
أمدح كبرياء الماء
أمدح كبرياء الجثة… حين ترفض واقعية الأعشاب
في كتبِ إبنِ سينا
و عاطفة الباب لمفتاح قديم
لنبات يشرب من السراب
سوف أكون أكثر جرأة من طفل
تغريه عورة الدمية
الآن أمدُّ لكم بساط اللغة
و سراويلَ اللواتي خرجن ليلا
يستقبلن ذئاب الشهوة
و صُوَّانةً للشتاء
الآن وقد سقط الركام على الغسيل
و سقطت دقائقُنا الثقيلة
على الساعد العربي النحيل
لقد قالوا إننا في الكفن طيبين
لنا شرعية الميراث فوق الأرض
قتيلٌ يرث قتيلا …
. وانْشَرَخَ الحُلْمُ






لقيتُها والحزنُ يحْتَويها
مددّتُ نحوها الكفين فى وداعةْ
فأقبلتْ والخوفُ يعتريها
وهمستْ إليَّ فى ضراعةْ
"ثمنَ الإفطارِإنِّى جائعةْ"
مَنْ أنتِ يا صغيرتى ...
مَنْ أُمكِ... من أبوكِ...
من ياتُرى يحميكِ
من أنفسِِ طمَّاعةْ
وهذه الثّيابُ هل تقيكِ من وهجِ النهارْ


تسمّرتْ .................. وكلّها انكسارْ
ودلقتُ فى الجّوفِ نخوةَ الأبوةْ
هَمَمْتُ أن أضمّها بقوّةْ
فأجفلتْ فى التّوِ فزِعةْ
نفرتْ ووجهُها البرئُ ثارْ
لسان حالها محتارْ
داخلها يتوقُ للأمانِ...
لكنَّ رعشةً تدفعُها إلى الفِّرارْ
والقلبُ نافرْ
تخافْ من يخونُ فى الخفاءْ
مَنْ يهوى وحبُّهُ هباءْ
مَنْ يُظهِرُ أنبلَ المشاعرْ
وجوفه هواءْ
تخافُ أنْ ينسربَ الحلمُ كخيطِ ماءْ
تسكنها جيوشُ الخوفِ
من عَالَمٍ مكبلٍ بالزيفِ والحرمانْ
نظراتُها مُشَبَّعةْ
بإلفةٍ ولوعةْ
هل تستجيبُ للحنانِ
أمْ أنَّنى مَكَّـارْ


انتفضَتْ ودمعُها مدرارْ
تولّتْ مسرعـةْ
وأبحرَتْ فى صمتها الثرثَّارْ
تمتصها مسالك المدينةْ
قد أدمنَتْ حياتها المهينةْ
تنهشها آمالها الدَّفينةْ
مابين شامخ العمائرْ
والغرف الوثيرة الفِـراشِ
مـسـدلة الـسَّتائرْ
أجهزةُ التبريدِ.....
تملأُ المكانَ زمهريرْ
ووجهها يحرقه الهجيرْ


استسلمت لحالها الفقيرْ
يقتلهـا استرجاع ذكرياتٍ موجعةْ
انفلتَتْ سيَّارةٌ فارهةٌ........مدرعةْ
لطَّختْ بقايا ثوبها بالطِّينْ ،
فجَّرت مزاجها الحزينْ ،
الجَمَتْ لـسانها عن المرافعةْ
وأضرَمَتْ فى قلبها الضَّغينةْ

-----------------


استيأسَتْ من روحها السَّجينةْ

فى قبضة المدينةْ
وحلمتْ فى صحوها .....
بالموتِ فى سكينةْ
فى حضن أمٍ دافئٍ أمينْ ،
يمحو موجدة السِّنينْ ،
يهدهد المشاعر الملتاعةْ
فتغمض العينين فى وداعةْ
تغمض العينين فى وداعةْ
فى وداعةْ
فى وداعةْ




إبراهيم خالد احمد شوك





القراءة للرجال فقط
خالد البهكلي

أُسجِّلُ إعجابي وشكري لِدوْرِكِ
أَمُتْقِنة الأدْوارِ شكراً لِمَكْرِكِ

رسمتِ وأتقنتِ الخداعَ, بلوعةٍ
وصدّقتُ عنْ طيبٍ تقاطيعَ رسْمِكِ

حرارةُ أنْفاسٍ تبثِّينَها هوىً
كأنَّ مواقيدَ الهوى بينَ جَنْبِكِ

وقلتِ لكمْ أهواكَ يا خيّرَ عاشقٍ
وقلتِ بأنّي البدرُ نوراً لِلَيْلِكِ

وصوّرْتِ لي أنّي الإمامُ ,وقِبْلَتي
يأُمّونَها العشّاق ليلاً لِوَجْهِكِ

وأنّي أنا المهْديُّ جئتُ مخلِّصاً
جميعَ العذارى مَنْ ظُلِمْنَ كَظُلْمِكِ

فسافرتُ في حُلمٍ تلمّسْتُ بَابَهُ
ولُذْتُ بورْدٍ (فاتِشٍ) فوقَ خَدِّكِ

وسلّمْتُ عنْ حبٍّ مفاتيح مهجتي
وأغْمَضْتُ عَيناً كي أذوبَ بِحبِّكِ

تفانيتُ أشواقاً لِحبٍّ عَرفتُهُ
وكنتُ أرى أنّي لَديِكِ كَنَبْضِكِ

ولكنّني بالوهْمِ عِشْتُ مَحَبَّةً
فقدْ بانَ لي صَحْواً (تَعَاتيم) كِذْبِكِ

عرَفْتُكِ يا أنثى عرَفْتُ حقيقةً
يَشيبُ لها الأطفالُ, تَبّاً لِشخْصِكِ

وتَبّاً أيا بيّاعةَ الكذْبِ بالهوى
لَعنْتُكِ في حرْفي فبوئي بغدرِكِ

وأَلْعنُ وجْهاً ,ضحْكةً قد عرفْتُها
مَعاذ الهوى أنّي أعودُ لِبابِكِ

تُتَابِعُكِ الْلَعْناتُ مِنْ كلِّ سامعٍ
ومِنْ كلِّ إنسانٍ يُنادِيكِ باسْمِكِ

وتَلْعَنُكِ الأرضُ التي أنتِ فوْقَهَا
وتُلْهِبُ نيراناً تحيط بدرْبِكِ

فيا خدْعةَ الأيامِ في كلَ ما مضى
محوتُكِ مِنْ قلبي فتباً لِقلبِكِ







أحياء أموات
ماهر المقوسي



لا تـســلــهــم عـــــــن رحـــيــــل الـيـاســمــيــن
ذات يـــــــــومٍ ، ذات شــــهـــــرٍ أو ســـــنـــــة
..................................
لا تـــــســــــلــــــهــــــم عـــــــــــــــــــــــن أنـــــــــــيــــــــــــن ذاك ســــــــــــــــــــــرٌ مـــــــــــــــــــــــن ســـــــنــــــــيــــــــن
فــــــــــــــــــــــي جـــــــــــــــــــــــذور الـــــســــــوســــــنــــــة
لا تـــــســـــلــــــهــــــم عــــــــــــــــــــــن بـــــــــــريــــــــــــئ كــــــــــــــان فــــــــــــــي الــــســـــفـــــح الـــقـــمــــيــــئ
صــــــــــــــــــــــــار ظــــــــــــــــــــــــل الــــــمــــــئــــــذنــــــة
لا تـــــســـــلــــــهــــــم عــــــــــــــــــــــن غـــــــــــنـــــــــــاء لـــــحــــــنــــــهــــــم أمـــــــــــســــــــــــى شـــــــــــقــــــــــــاء
فـــــــــــــــــــــي طــــــــــقـــــــــــوس الــــمــــطــــحــــنـــــة
لا تـــــســـــلــــــهــــــم عـــــــــــــــــــــــن يـــــــقــــــــيــــــــن فـــــــكــــــــرهــــــــم أمــــــــــــســــــــــــى دفــــــــــــيــــــــــــن
فـــــــــــــــــــــــــي يــــــــــــســـــــــــــار الـــــمـــــيـــــمـــــنـــــة
لا تـــــســـــلـــــهــــــم عــــــــــــــــــــــن حـــــــنـــــــيــــــــن فـــــــهــــــــو مــــــــســــــــخٌ مــــــــــــــــن طـــــنـــــيــــــن
فـــــــــــــــــــــــي كـــــــــــهــــــــــــوف الأزمــــــــــــنــــــــــــة
لا تـــــســــــلــــــهــــــم عـــــــــــــــــــــــن قـــــــتــــــــيــــــــل فـــــــهـــــــو نــــــــــــــزفٌ فــــــــــــــي الأصـــــــيــــــــل
و هــــــــــــــــــــــو طـــــــــــيـــــــــــن الأمـــــــكـــــــنــــــــة
لا تـــــســـــلـــــهــــــم عـــــــــــــــــــــن حـــــــبـــــــيـــــــب فـــــــــــهــــــــــــو مـــــــــــتــــــــــــراسُ اللهيـــــــــــــــــــــــب
فــــــــــــــــــــــــــي ثـــــــــــــقـــــــــــــوبٍ مـــــــــزمـــــــــنـــــــــة
لا تــــــســــــلــــــهــــــم عــــــــــــــــــــــــن لــــــــــــغــــــــــــة فــــــــــــهــــــــــــي نــــــــــــــــــــــــأي الأدمــــــــــــغـــــــــــــة
فــــــــــــــــــــــي الـــــــــــصـــــــــــلاة الــــمــــمــــكـــــنـــــة
لا تـــــــــســـــــــلـــــــــهــــــــــم فــــــــــــالــــــــــــســـــــــــــؤال مـــــــثـــــــل نـــــــبــــــــشٍ فـــــــــــــــي الـــــمـــــحـــــال
فـــــــــــــــــــــــــي الــــــــمــــــــيـــــــــاه الآســـــــــــــنـــــــــــــة
................................
لا تـســلــهــم عــــــــن شــــعــــورٍ أو غــــــــرام
لا تـسـلــهــم عـــــــن حـــــــروبٍ أو ســـــــلام
................................
لا تـــــســـــلـــــهــــــم عـــــــــــــــــــــن طــــــــــريـــــــــــق مــــــــــاؤهـــــــــــم مـــــــلـــــــفــــــــى الـــــــحـــــــريــــــــق
بــــــــحــــــــرهــــــــم بــــــــــــئــــــــــــر الــــــــغــــــــمـــــــــام
إنْ تـــــــــســـــــــلـــــــــهـــــــــم فـــــــــانـــــــــتـــــــــظــــــــــر ذات فــــــــــــــــــجـــــــــــــــــــرٍ يــــــــــــنـــــــــــــحـــــــــــــدر
مـــــــــــــــــــــــــن مــــــنــــــاقــــــيـــــــر الــــــــيــــــــمـــــــــام
مـــــــــــــــــــــن أوانـــــــــــــــــــــي الـــمـــســــتــــحــــيــــل بـــــــــعـــــــــد يــــــــــــــــــومٍ بـــــــــعــــــــــد جـــــــــيــــــــــل
يــــــــأتــــــــي بــــالــــشــــمـــــس الـــــمــــــنــــــام؟!!

http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?94839