الاثنين، 13 فبراير 2012

13-02-2012


ومضات لاهثة

سهاد مدّاح



من يقتسم معي
خبز الموت ..
الذي أشتهيه
كلما يأتي الصباح محلقاً
في ذاكرتي المحترقة !
* *

ترقص الومضة في كفن الروح
تخرجُ كجنينٍٍ مل ظلام التكوين
صارخاً بوجه الحياة
بضحكةٍ مختبأة
تسخرُ ..... بعنفوان !
* * *

لقاؤنا رواية
واحتفاؤنا بألم الفراق
كأسا ..استعذبنا لذتها
بمرارةٍ تزخرُ
بدموع الكبرياء

* *

قاتلت َ الليل
لتلقَ الفجر ذبيحاً
من أنت؟
ايها الوطن الذي يكابر
عنفوان الريح
ويوقدً صرخةَ الأجيال
بخطى المستحيل
محتفلاً بدماء اطفالك
قرابيناً
تبعثُ فيك أنفاس الحياة !

** ****
كلما تهاوت دموع اليأس
تعلقتُ بحبال السماء




الرقص على إيقاعات مضيئة
بقلم جومرد حاجي






تُناديكَ حقول الأمنيات
في عينيها ،
تَنثرُ على أنشودتكَ الثلج
و العطر ..
تعزفُ على أوتار قلبكَ مزيجاً
من الراست و البيات و الحجاز ..
فترى حروف دمكَ تحلّقُ
تحت أشعّةِ ابتسامتها
كعصافير الصباح
و تطيرُ
على أجنحة النسيم المغرّد
إلى مدنِ البيلسان .

كالطفل تبدو ضعيفاً أمام حسنها
و قوياً كبطلٍ حديدي .
يرفرفُ قلبُكَ
في أعلى قمم السرور
مجتثّاً بقايا الهزيع ..
مستقبلاً جرعاتٍ متتاليةٍ
من هيروئين صوتها
فتملأُ جداول شوقكَ
بغيث أنغامها .

تزهرُ أغنيتكَ كحناجر البلابل العاشقة
و تضيء كانتصار الشعوبِ
على الدكتاتوريين ،
ليأخذ صوتُك شكل القمر
و يرتدي النرجس و الريحان .


تفتحُ باب يومكَ لياسمينها
تشبع عينيكَ من شرفات الربيع
و تترك لفؤادك الرقص
على إيقاعات السنا
فتلهمك غزلاً صادقاً ،
مختلفاً عن الكلمات المنمّقة
التي يجيدها الشعراء .

ذو الوجهِ المليحِ

فوزي سليم بيترو



مَنْ يَعْرِفُ
كَيفَ تَنْهَضُ الكَآبَةُ ?
كيفَ الجِيَاعُ يَنْتَفِضُونَ مِنَ التُّخْمَةِ
وَعُسْرِ الوِلَادَةِ ؟
مَنْ يَعْرِفُ
مَنْ هُمْ يُطْفِئُونَ الشُّمُوعَ ؟
منْ يعرفُ
لماذَا تَحْبَلُ الإشَاعَةُ
وتُنْجِبُ ؟

الحالِمونَ وَحْدَهُم
نائمونَ
رحلتُهم ... طويلةٌ طويلةٌ
وليلُهُم بِلا نُجُومٍ

محطاتٌ كثيرةٌ
هنا وهناك
وعندَ كلِّ واحدةٍ
ماسحُ أحذيةٍ
ما نظرَ يوما نحو السماءِ
يعرفُ السابلةَ
فردا فردا
ويذكرهم حذاءً حذاءً

بائسٌ
يمشي على قدميهِ
وفوقَ كتفيهِ صَلِيبٌ
نظراتُ الأطفالِ نَحْوَهُ
كالسِّياطِ
والليلُ في عينيهِ
بستانُ شَوْكٍ

كأنهُ خِنْزِيرٌ موصومٌ بالكفرِ
مختومٌ فَمُهُ بالخمرِ
ملاحَقٌ في الشوارعِ الغِضَابِ
يَحْتَمِي مِنَ الكِلابِ ... بالذئابِ
برودةُ الإسفلتِ معزوفة تَلبَسُ جَسَدَهُ
وفي قلبهِ عِشْقٌ للموْتِ
يطلبهُ في كلِّ صلاةٍ
إذا عَطَشَ يَعْصِرُ الغَيْمََ
ويأكلُ الطميَ إنْ جَاعَ
لكنهُ لا يستجدِي الحُّبَّ منْ بخيلٍ
هنا له ماضٍ
ولن يتبخَّرَ

فاجأهُ الموتُ
كان فصلُ خريفٍ
سلحفاتي في بياتِها
والفراشَةُ شَرْنَقَةٌ
ذلكَ كلُّ شيىءٍ
ما هو
سوى رقمٍ في الهامشِ المُهملِ
من دفترِ التاريخِ

يخافُ من العَتَمَةِ
صغارِ الديدانِ
الحشراتِ
يختنقُ من الأماكنِ المُغْلَقةِ
يعشقُ الفضاءاتِ الرحبةَ
تحليقُ العصافيرِ حولهُ
والفراشاتِ

ما أجملَ الراحةَ بَعْدَ تَعَبٍ
وما أروعَ العطشَ
وأنتَ مدرِكٌ أنَّ هناكَ في نهايةِ الدَّرْبِ
ماءٌ سلسبيلٌ

زَفُّوهُ بثيابِ العُرْسِ
رَقٌوْهُ
من أعينِ الُحُسَّادِ
منذرا جاء رحيلهُ
لا بشيرا ليوم آتٍ
في فمهِ كانتْ زهرةُ دفلى
ثم نَبَتَتْ الأعشابُ

جلسَ تحت شجرةِ الكينا
يداوي وَجَعَهُ
حدثَّهُ أيُّوبُ عَنْ مَجْزَرَةٍ
عن ناسٍ سُكَارَى
وما هم بسكارى
عن رغيفِ الخُبْزِ
كيفَ يشْنُقُ الجُوعَ ؟
وعن الكلمة ِ
كيف تخدعُ الجموعَ ؟
وعن النجوعِ
وكيف يُسَاقُ أهْلُهَا
إلى سوق النُّخَاسَةِ ... عبيدا؟

أعِرْنِي صَبْرَكَ يا أيوبُ
هل تقدرُ على دفع الثمنِ ؟!
ما هو اسْمُكَ يا ولدي ؟ تكلَّم
كل الأسماء مِلْكِي
إن لم تصدقْ
اسألْ شواهدَ القبور
زهورَ اللوْتَسِ ... طُيُورَ السّمَانِ
اسألْ الربيعَ
أقصِدُ ملَّتك ديانَتَك
عقيدتَك
ما تعبدُ

كُلُّنَا منْ آدمَ
وآدمُ من ترابٍ
أنا من قُتِلَ على الهَوِيَّةِ
لا على المصادفة
لأن لي صوتُ قابلةٍ
تسْحَبُ الفرحَ
بيدي كفنٌ
وبقلبي وهنُ العجائزِ
أمسح الخطايا
برداء المسيحِ
الذي تراهنوا عليهِ
وفاز به ... ذاك
ذو الوجهِ القَبِيحِ

خمسة أطفال فاتحة

بهائي راغب شراب




خمسة قلوب فاتحة
خمسة أزواج من عيون ناظرة
ملكوا بهاء الدنيا
هم النجوم الساطعة .
*
خمسة قلوب فاتحة
اقرأوا لهم الفاتحة
وجوههم أنوار حقل ناضرة
هم الأيام القادمة
و بذور أفراحنا الباقية .
*
خمسة أطفال مرّوا من هنا
يلهون فيما بينهم ،
يتبادلون أحاديث الفصول ،
ويضحكون للنكات الطاهرة .
حقائب الكتب العزيزة محمولة على أكتافهم
باب المدرسة أمامهم ، يستدعيهم إلى
طابور الفاكهة .
*
ماذا جرى ..؟
خمسة أطفال مرّوا من هنا
حلماً جميلاً
مثل همس الليالي الحالمة .
مرّوا كحفيف أوراق السرو المائلة .
كتبوا فوق الأرض أبجدية الوصول إلى
الصفوف الخالية .
صاروا تاريخاً لمدارسنا المثخنة .
*
خمسة أطفال مرّوا من هنا
لم يشعروا بعيون العساكر القاتلة
إذ يعُدُّون عليهم خطواتهم المتعجلة .
خمسة أطفال فاتحة ،
خمسة أزواج من أقدام متعثرة .
*
مرّوا من هنا .. صائمين
بعد السحور لم يقرأوا غير " الفاتحة "
و " قل هو الله أحد "
و " قل أعوذ برب الفلق "
و " قل أعوذ برب الناس " .

مرّوا من هنا ..
أجسادهم مطهرة ،
أرواحهم مستنفرة ،
يتعجلون الصعود إلى السماء ..
طيوراً حانية .
وأحقاد الغزاة تحاصرهم من الجهات الأربعة .
*
أين المفر ..؟
لا مفر الآن ..
بعد انفجار الزوبعة .
يا لهذه الوجوه الفاتحة ..!
رحلوا ..؟
تركوا ورائهم شوارعنا
يتيمة ، ثكلى ..
باكية .
رحلوا …
أثاروا من بعدهم العاصفة ..
تجول وتصول في صدور العائلة
تعيد إليهم صور المذبحة .
*
كأن لم يسكنوا صدورنا ،
كأن لم يكونوا قلوبنا ،
كأن لم يكونوا أيامنا الدافئة .
غابوا ..
وغيابهم فاجعة .
خمسة مرّوا من هنا ..
مرّوا سريعاً بروقاً ساطعة .
خمسة قلوب فاتحة ،
خمسة صباحات فاتحة ،
خمسة وجوه لخمسة أطفال
فاتحة .

 
قناديل الفرح

رشا السيّد أحمد




أيا ذاك الغياب
كيف لك أن تتربع في المسافات الفاصلة
كيف لسيفك الرهيف أن يعتمل فيينا
ويشعل اللّيل أرق كئيب

و أنت ياملاك الفرح .. الشفق .. المطر

من أخبرك بأني ألف امرأة تخرج من قلب الأساطير
لتدك بجحافل غيابك الدمشقية نهاراتي ؟
من أخبرك أني أناهض الحنين بحرفٍ
ليستكين بحر الشوق ؟

يا صديقي الهدهد

أخبر مقاصير البرتقال الغافية على الشطآن
تحت عرائش التوق ... قطوف يقتلها أرق
يصارع أمواجا ً تحاصر شطآناً لا تفيء

ألم يخبروك ... ؟

أني ثورة الياسمين
التي لا تستكين وأن طال الحصار
أني المد
الذي لا يهدأ حتى يصل لشواطىء السلام

يا لسحر الإطلالة على "وادي العيون"

أنبتت من شتلة بلون النجوم
غابةُ فستق أخضر
لا تنفتأ تشتعل جمالا ً كل يوم أكثر
يتفتق في جنباتها لجين العيون
يجري في العروق .. جداولا ً زلالا ً
ترهقني ...
وترهقني ....
مع تثاؤب الجزر أكثر

بالله دونكَ عني اليوم يا همسات الأبجدية

وتعالي إلي يا أساطير أوغاريت
أعزفي ملامح الياسمين تائهة بعيدة
خلف الأفق على أوتار قيثارة

أأنتَ نشوة الطوفان ...

بحيرتي بين طقوس الفقد
و عيونك ترمي بي لتسونامي
وهي تلوذ بزجاج النوافذ لجدران
سكنت في ظل الثلج

سأكون الموجة التي تغرق الطوفان

لأني أدرك أن عطر الياسمين يموج في قوافي
سهل السنابل المشاغب ... يقين
و زهر البرتقال يعرش في أوداجي يقين

وأن نأيت يوما ً بعيوني

بشموع ترقبي بين تضاريس تَفُوجُك إلي
حلما ً
سيظل شذا المنثور ..
زهر البرتقال نبض الفرح

قناديلا ً للروح

يقيناً
يقيناً


يقيناً .

♠ سفــــــــــر♠

إيمان عبد الغني

 

 

سأعيد السفر للمرة الثالثة
أكشفُ سِجل السنوات السبع
عناوينه صارمة
ليست مَهْدَأَةُ لأيولوس*
ليست موجعة كالأخبار
ليست سهلة كما يعتقد البعض!

سَيهجع الصَّوْلَجان
بتثاؤب الكهوف
وتُميد التخاريف للقاء الغائب
تُخّير الغريب بأصناف حلمٍ
تهزنـي, لأدخـل
أنظر كيف سأضيف لليوم ساعاتٍ أكثر
أنظر, سأُضّيق القارات بإبرة الرجاء

وأوّسع المساحات لزهرة الشمس

أنظر,ولا تصدق تلألأ الجنيات
إنهن لا يتقن الحياكة!

ســأرحل
وأهجر نصف الجناح
سأخلع التعب من كتفي
وأُلقيه في مثلث يأجوج*
قال:جنيتي, تفاصيلهم الشقراء لا تعنيني
دعيهم,يستعيرون قبعة الملاك
يتقمصون التفاصيل
يختبئون كالوعول
كالمثلث المقلوب
!
فلا تنمقي وجعي وتدقيه للعصافير نشوى
...

النسر الذهبي* أعلن استقالته
خذلني قبل المجازفة
قبل أن أهيئ الرياح !
وأنا أُقطعُ أوتار القيثار
تصير أناملي سهام
ويصير اللحن شجن
تُرى كيف السفر بنصف جنـ..؟
القلم لا يرتدع والحروف لا تستقيم

سأرحل
وحدي أُكمل رِحلة السقوط
والفهم يتيم لا يفك المعادلة
أنت المستحيل
والحكمة تقول:ستنهين ما ابتدأتِ
ويبدأ البعض من حيث ما تنتهين!
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أيولوس*:حسب الأسطورة,هو ملك الرياح يحبسها في كهف من الجبل.
النسر الذهبي*: رمز يوضع فوق الصولجان


تحت الصفر

أميرة عبد الله


ألعق العثرات من على أصابع حظك ،
ملهمي ..يا أنت !!
يا شريداً على طرقات البلايا
أم إن البلايا شريدة على طرقاتك ؟؟
أصبغكً بألوان لا يغيرها التمرّد
ملايين المرات..
أضربْ تضاريسك المشوشة
بمجرات سريعة الاشتعال
فلا تحترق... !!!
لمَ لا تعطب يا رواية شهقتها حتى طحنتها دواليب الوله
وغازلتها رطوبة جَلَدي المزعومة ! ؟؟
كم من ريح خذلتها ..؟
كم من صاعقة خانتها جنباتك ..؟
كم من أمنية لي بكرا لا زالت معلقة على جدرانك تحتضر ..؟
يا ملهمي ..يا من تتنفس الوباء من
بين أصابع لوثتك الأوثيلية..
عد ما شئت من أرقامك غير المنتهية ستجدها
تحتَ الصفر يا وشاية جمدَت أطرافي !!
تشمعت فيَ الحياة ولا زلتً تفركُ لوعة بأسى
تخاطب ساحات فؤادي المكتظة
بأقلامك السوداء الموجعة
كأنت.. ..!!!


قصيدة للشاعر:

عبد القادر أمين


أسِيرًا كُنْتُ مُذْ كُنْتَ الأسِيرا

سَجِينٌ حَلَّ فِي جَسَدَيْنِ زُورا

تَعَانَقَ جذْرُهُ فِي الأرْض حَتَّى

رَأيْنـَـــا فرْعَهُ فِي الأفْقِ نُورا

وَمَنْ كَانَتْ لَهُ دُنْيـَـــاهُ سِجْنًا

تَبَدَّلَ صَدْرُهُ قفَصــــــــًا كَبيرا

تَشُدُّ وَثَاقَهُ فِيهِ الْهُمـُـــــــومُ

فَمَا اسْطَاعَ الشَّهيقَ وَلا الزَّفِيرا

يُسَائِلُنِي صَغِيريَ يَا أبَانــَــا

هَل الأوْطانُ لا تَحْمِى الأجِيرا ؟

فَتَشْرَبُ مِنْ دِمَانـَـا كُـلَّ لَيْــلٍ

وَنُحْرَمُ مَاءَهَا قَسْــرًا بُكُـــورا !

أمَا إنِّي أنَاجِيـــــــكَ افْتِخَارًا

أنَاشِدُكَ الْحَقِيقــَـــةَ وَالضَّمِيرا

فَهَلْ نَاءَتْ بِنَا الأحْمَالُ يَوْمًا

جُنــُـــــودٌ نَحْنُ مُذْ كُنْتَ الأمِيرا

فَتَأمُرُ تَلْقَنَا رَهْنـــــــًا لأمْركْ

وَتَلْقَى اليُسْرَ لوْ تَخْشَى العَسِيرا

وَهَلْ كُنْتَ الأمَانَ لِمَا أهَبْنَا ؟

أيَا وَطَنِي وَهَلْ كُنْتَ الهَصُورا ؟

وَمَا لِيَ لا أرَاكَ اليَوْمَ حُرًّا ؟

وَعَيـْــنُ القَوْم تَعْتَقِلُ المَسِيرا

نَعِيشُ حَيَاتنا فِي الأسْر صَبْرًا

لِيُطلِقَ أسْرُنَا وَطنــــــــــًا كَبِيرا

وَنَرْقُبُ فِي سَوَادِ الليْل فَجْرًا

يُدَاعِـبُ فِي الرُّؤى قَمَرًا مُنِيرا

وَنَحْمِلُ فِي حَنَايَانَا الْعَطــَـاءَ

وَنَصْنَـعُ مِنْ جَمَاجِمِنَا الْجُسُورا

أقَطِّرُ مِنْ عُيُون المَاءِ قلْبِي

وَأحْمِلُهُ رضًا غَدَقــــــــًا نَمِيرا

سَأجْعَلُ رَاحَتِي طَحْنَ الرَّحَايَا

وَأمْزجُ حَبَّهَا مِسْكًا فَخــُــــورا

فَأنْتَ العِشْقُ يُمْرضُهُ الجَفَاءُ

وَمَصْلُ الوَصْلِ قدْ يُحْيى العَشِيرا

تُنَازعُنِي هَوَاكَ النَّفْسُ حَتَّى

تَقَاتَلْنــَـــــــا وَلَمْ نَلْقْ المُشِيرا

كَتَبْنَا الْحُبَّ فِيــــكَ مُجَلَّدَاتٍ

أتَأبَى أنْ تُسَطـِّـــرُنَا سُطُورا !

فَدَيْتُــــكَ يَا مِهَادِي كُلَّ غَالٍ

وَقُمْتُ اللَّيـْـلَ مُبْتَهِلًا صَبُورا

أنَخْتُ جَوَانِحِى ورأيْتُ نَفسِي

رِكَابــــًـا عِنْدَ عَتْبَتِكُمْ دُهُورا

وَقُدْتُ مُشَمـِّــــرًا قَلْبِي إلَيْكَ

لِنَمْضِى نَحْوَ غَايَتِنَا سُرُورا

فَمَنْ كَانَتْ لَهُ الأوْطَانُ مَهْدًا

تَطَاوَلَ فِي العُلا غَيْمًا مَطِيرا

وَأنْبَتَ مِنْ سَحَائِبِهِ الفيَافِي

فَأوْرَقَ غَرْسُـــهُ وَرْدًا نَضِيرا


قصيدة للشاعر:

خالد سرحان الفهد

 

 

هاتِ وصلا ً

هاتِ وصلا ًكما عرفناكَ جودا واشتهيناكَ ناضجا ًعنقودا
واستعرنا من الحقيقة وهماً وخـــــــــــــــــــيالاً مُحبباً منشودا
وسألناكَ والطيوفُ توالتْ مــــــــلأت ما على الرياض نجودا
هاتِ من خمرة الشفاه كؤوساً لاكما تعرف الأنامُ الخودا
ليس من عادة الحياة إذا ما أدبــــــــــــرَتْ,أَنْ بما نحبُّ تجودا
كم بعُدنا عن الغرام لوهمٍ وطلبنا من العديم الخلودا
وعذلنا المؤمَّرين لعشقٍ وقتلنا أيائلا ً وأسودا
قتل الحبُّ حامليه ,بحبٍ لاكما يقتل الجنودُ , الجنودا
هاتِ قتلا ًإذنْ فأنت حبيبي لا تـُقِمْ لي بما أتيتَ حدودا
كم من الموت أسعفتْ طعنةُ الحـــــــبِّ يا سيدي وأحيت بنودا


اختيار وقراءة - عواطف كريمي


أحْبَبْتُ فيكِ صراحَةَ الصبّارِ



خالد شوملي

أحْبَبْتُ فيكِ صَراحَةَ الصّبّارِ

وَبَراءَةَ الصَحْراءِ وَالنُّوّارِ
حَتّى السّكوتُ على شِفاهِكِ حِكْمَةٌ

فَالشَّمْسُ تُكْسَفُ في ذَرا الأقْمارِ
وَكَرامَةُ الثُوّارِ فيكِ تَشُدُّني

نُبْلُ الْفِداءِ وَرَمْزُ كُلِّ فَخارِ
الليْلُ زَيّنَ شَعْرَهُ بِنُجومِهِ

وَأنا أُكَلّلَهُ شَذا أشْعاري
في قَهْوةِ الْخَدّيْنِ سُكَّرُ فَضَّةٍ

وَفَمُ الْقَصيدَةِ جَمْرَةٌ مِنْ نارِ
وَالشِّعْرُ مِثْلُ الْغَيْمِ يَحْمِلُهُ الْهَوى

حُرّاً يُحَلّقُ فَوْقَ كُلِّ جِدارِ
يَعْلو وَيَرْقُصُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِنا

مُسْتَهْزِئا بِالْقَيْدِ وَالْأسْوارِ
ذِكْراكِ لَمْلَمَتِ الْفُؤادَ فََقَشُّهُ

هَشٌّ إذا لَمْ يَحْتَرِقْ بِشَرارِ
فَاسْتَيْقِظي حُلُماً يُبَشّرُ بالنّدى

بِرَبيعِ حُبٍّ مُزْهِرٍ مِعْطارِ
رُشّي رَذاذَكِ فَوْقَ صَدْرِ حُقولِنا

فالشَّوْقُ مِثْلُ الشَّوْكِ والْمِسْمارِ
لا تَطْرُقي الأبْوابَ في وَجْهِ الْفَتى

ما كُنْتِ قَدْ غادَرْتِ قَلْبَ الدّارِ
هَيّأْتُ روحي لِلشّتاءِ فَما أتى

مَطَرٌ يَفيضُ هَوىً عَلى أشْجاري
كَمْ تُهْتُ مُتَّهَماً بِحُبِّ سَحابةٍ

بَخِلَتْ عَلى الْبَيْداءِ بِالْأمْطارِ
وَلَمَحْتُ نَحْلَتَها تُغادِرُ رَوضَتي

يا لَيْتَها حَطّتْ عَلى أزْهاري
وَعَزَفْتُ ذِكْرى الْحُبِّ مِنْ وَجَعِ الصّدى

كَمْ آلَمَتْ ألْحانُها أوْتاري
هذي الْقَصيدةُ طائرٌ وَسَفينةٌ

أنْتِ الْمَدى وَجَناحُهُ وَبِحاري
أبْحَرْتُ في لُغَةِ الْعُيونِ فَلَمْ أصِلْ

في سِحْرِها لا يَنْتَهي إبْحاري
ما أوْسَعَ الدُّنْيا بِمُقْلَةِ حالِم ٍ!

هَلْ تَلْتَقي بِبِحارِها أنْهاري ؟
وَكَمِ اقْتَرَبْتُ مِنَ الْقَصيدَةِ حائراً !

ثُمَّ ابْتَعَدْتُ مُبَعْثَرَ الأَفْكارِ
وَأَعَدْتُ تَرْتيبَ الْحُروفِ مُجَدّداً

فَقَرَأْتُ ما بَيْنَ الرَّمادِ دَماري
فَأَدَرْتُ نَرْدَ الشِّعْرِ أرْجو حَظَّهُ

فَرَأَيْتُ بَدْراً ساحِراً بِمَداري
وَتَأَرْجَحَتْ مُدُني عَلى أمْواجِها

وَالْمَوْجُ عالٍ ساخِرُ الْأَطْوارِ
وَتَغَوْرَقَتْ مُقَلي بِبَحْرِ دُموعِها

قَلْبُ الطُّفولَةِ جاهِلُ الأخْطارِ
إنّي غَرِقْتُ على مَشارِفِ حُبِّها

وَتَحَطّمَتْ سُفُني مِنَ الْإعْصارِ
إنْ مُتُّ حُبّاً فَالْحَياةُ جَميلةٌ

يا إخْوتي لا تأْخُذوا بِالثّارِ
" إنّي أُحبّكِ " لَمْ أقُلْها سابِقا

لا لَنْ أبوحَ لِغَيْرِها أسْراري
خَبّأْتُ أشْعاري وَكُلَّ مَشاعِري

وَمُذَكّراتِ الْحُبِّ في آباري
بَعْضُ الْكَلام ِ يُصانُ حَتّى يَهْتَدي

ثَمَراً يَذوبُ على فَم ِ الْمُحْتارِ
فَهَمَسْتُ ثُمَّ صَرَخْتُ ثُمَّ أعَدْتُها

وَكَأَنّها تَحْلو مَعَ التِّكْرارِ
" إنّي أُحِبُّكِ " لَنْ أُقِرَّ لِغَيْرِها

فَهِيَ اسْتَقَرّتْ في صَميم ِ قَراري
قَدْ قُدَّ قَلْبي قَبْلَ أنْ دَقَّ الصّدى

إنّي أُحِبّكِ أنْتِ .. أنْتِ خَياري

اختيار وقراءة - عواطف كريمي

أتخفي هواها ؟؟؟

محمود سعادة 

 

أتخفي هواها والهوى منك ذائع ُ = وهل يفضح العشاق َ إلا المدامع ُ

بنفسي َ من جاذبته ُ العشق والهوى = ومن هو في قلبي مقيم وراتع ًُ

لقد جمعتنا أربع ٌ وهي بلقع ٌ = فصارت جنانا من هواك المرابع ُ

ترسّخ في قلبي هواها وحبها = " كما رسخت في الراحتين الأصابع ُ "

وقالوا تسلّى عن هواها وحبها = وأن سلوّ الخل للخل نافع ُ

فقد باع عشاق ٌ وأنكر ذو هوى ً = وهل في هوى الأحباب نُكر ٌ وبائع ُ

فبورك ربع ٌ قد تخلل خافقي = فلا أنا ذو توب ٍ ولا الربع قانع ُ

يضج فؤادي من هوىً ذي تشعب ٍ = وتعجز عما قد حوته الأضالع ُ

بنفسي بلاد ٌ كلما فاض حبها = تنازعني فيمن أحب المواقع ُ

وأذكرها والليل يسدل ستره ُ = فيبدي لساني الحب والقلب خاشع ُ

إذا غبت عنها ذات يوم رأيتني = كأني غريب ٌ في المقابر ضائعُ

ويجذبني حبي إليها فأنثني = ويحفزني حب ُّ الثرى فأسارع ُ

كأن تراب القدس قلبي ومهجتي = تنادي فيأتي نحوها وهو خاشع ُ

وعنها إذا ما أنشب الغدر ظفره = بمسجدها الأقصى نهب ُّ ندافعُ

لسوف يرى الأوغاد أنا نحبها = وتثبت هذا الحب َّ منا الوقائع ُ

سيأتي رجال القدس يأتي شبابها = وتأتي نساء ٌ حصنتها البراقع ُ

فلا ترتجوا الحكام نصرا فإنهم = سراب ٌكما تدرون– والله– خادع ُ

لقد ضيعوها ثم ناحوا لأجلها = وما ثًمّ إلا كاذب الوعد مائع ُ

فلسطين ُ أرض ٌ لم تر العين مثلها = ولا اتفقت إلا عليها الشرائع ُ

أنتركها يلهو بها كل غاصب ٍ = ويحكمها هذا الزنيم المخادع ُ

وليس يعيد الحق َّ إلا مهند ٌ = وليس يرد ُّ الكيد َ إلا اللوامع ُ

ولا يُسمع ُالطرشان في الحرب والوغى = ولا يلجم الباغين َ إلا المدافع ُ

فما كان يبني المجد إلا ظباتُها = ولا عُرفت إلا بهن الصنائع ُ

ولا يطرب الأسماع إلا دويُّها = ولا ترتضى إلا بهن الذرائع ُ

فكم صرخت أفواهنا دون صوتها = فلا الخل ُّ لبّانا ولا الغدر ُ سامع ُ

فإن زغردت لبــّاك خصم ٌ معاند ٌ = وجاءك يسعى تائبا وهو راكع ُ

فلا تقطع الأيام للسن قارعا = ولا تنقضي الأعمار والهام خاضع ُ

ألا إن قوما لم يحدوا شفارهم = غداة الوغى إلا كما الآل ُ لامع ُ

ومن يرج ُ حقا بين ناب ٍ ومخلب ٍ = بغير دم ٍ فالحق ُّ لا شك َّ ضائع ُ

غدا يعلم الأوغاد بطشي وقوتي = ويعلم أهل ا لبغي ما الله صانع

اختيار وقراءة - عواطف كريمي

عيناك كالبحر

للشاعر خالد محمد عمر بامحمد

 

 

عيناك كالبحر تاهـت فيهما سفـني...والجفن ُكالشـاطئ الممتد يأسرني
والشعرُ من ذهـب ٍتصفو ضفائره ُ...كالشمس في مطلع ٍيخلو من المزن ِ
بيضاء ُ كالبدر في ليل الدجى سئمت ْ...كل النجوم إذا جارتك من وهن ِ

أخجلت ِعيني بكأس الحسـن كم شربت...إن زدتـها عطـشت..نهرًا من الفتن ِ

يا زهرة ً غــربة ُ الأوطان تـُدمعها...لا تيأسي تعبًا .فاليأس يقتلـني

إن شئت ِأفنيت روحي في الهوى سكنًا...الأرض ظلي فننسى غربة الوطن ِ

لا لا يضيق ُ الفضاءُ الرحب بالأمـل...هيـا إلي ّ تعالي..واسكني بدني

وحطمي كل قيــد ٍ بات يــُبعــدنا...فبــذرة الحـب لا تحي ّ بلا ثـمن ِ

إلى متى زهرتي نخفي مشاعرنا...فالعشـق كالنور ما أحلاه في العلن ِ

الروح مسكنهُ..والقلب ُ يـُـشعله ُ..والعين تسْكرُ صوت العشق في الأذن ِ

والجسـم يرقى سحابًا لا سماء له ُ...والعمر ليس بأعـوام ٍ ولا زمـن ِ

هــذا هـواك أجاد الطب في سقمي... فكلما اشتــكـــيه الجـــرح ضمدني

حبيبتي لا أنام اللــيل من أرق... فالشوق كالجمر بالجفنين يــُـسهرني

بالله قـــولي بملئ الفــّم أرقبــها ... قــــولي أحـبك ..عــلّ النوم يألفني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق